محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 07:06 مساءً - وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد حماس على اقتراح التهدئة الأخير في غزة بـ"السلبي"، غير أن الحركة الفلسطينية أكدت تعاملها مع الأمر "بإيجابية"، في وقت تعهدت فيه إدارة بايدن بالعمل مع الوسطاء لسد الفجوات بين الطرفين المتحاربين.
لكن بعد أيام من الدبلوماسية المكثفة في المنطقة، فإن الجهود التي استمرت طويلا لإنهاء الحرب في غزة تبدو عالقة أكثر من أي وقت مضى، حيث يتمسك كل جانب بمطالب يراها الطرف الآخر غير مقبولة.
في جوهر الخلاف حول الصفقة ثلاثية المراحل، وفقًا للمسؤولين والخبراء، يكمن هدف حماس المتمثل في تأمين وقف دائم لإطلاق النار منذ البداية، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من غزة قبل تسليم معظم الرهائن.
وتقول إسرائيل إنها مستعدة للتفاوض على وقف دائم للحرب التي دخلت الآن شهرها التاسع، ولكن فقط بعد تفكيك قدرات حماس العسكرية وتلك المتعلقة بمجال الحكم، وهو ما يتعارض مع أهداف الحركة المتمثلة في البقاء على قيد الحياة في الحرب والاحتفاظ بالسيطرة على القطاع الساحلي.
وقال شاؤول شاي، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن "الرهائن هم الأوراق الوحيدة التي تملكها حماس كوسيلة ضغط ضد إسرائيل؛ لذا فإن مطلبها الأساسي يمثل الحد الأقصى لمطالبها".
وأضاف: "ما تريده حماس هو أن تنسحب إسرائيل وتنهي الحرب، وأن تستمر حماس في حكم غزة، مع كل ما يترتب على ذلك، في حين أن مصير الرهائن ليس واضحا تماما".
تبدأ الخطة المكونة من 3 مراحل بوقف فوري ومؤقت لإطلاق النار، والعمل على إنهاء دائم للحرب، وإعادة إعمار غزة، وتدعو أيضًا إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في غزة، من مدنيين وجنود، مقابل إطلاق سراح عدد أكبر بكثير من الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية.
تقترب إسرائيل من أن تكون قادرة على التفكير في نهاية للحرب الآن، بعد أن بدأت عمليتها البرية في مدينة رفح في غزة.
وقد أبرزت إسرائيل المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع باعتبارها المعقل الأخير لكتائب حماس المنظمة، وقد سيطرت الآن على الممر على طول حدود غزة مع مصر، الذي كان لفترة طويلة قناة رئيسية لتهريب الأسلحة إلى القطاع.
لكن حماس ظهرت من جديد في جيوب وسط غزة، وحيث اعتقدت إسرائيل أنها قضت على النشطاء.
وقال الخبير الفلسطيني في الأمن القومي، زكريا القاق، إن الجماعة ليس لديها حافز كبير للتسوية والتخلي عن أي دور مستقبلي بعد الحرب، خاصة عندما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنها الفصيل الأكثر شعبية بين الفلسطينيين.
وأضاف: "حماس لا تريد أن تخسر سياسيا بينما لا تزال صامدة عسكريا".
وبالإضافة إلى الضمانات الأمريكية بوقف دائم لإطلاق النار، تطالب حماس الآن بأن تعمل روسيا والصين وتركيا كدول ضامنة وموقعة على وقف إطلاق النار، وهذا الطلب لن يكون مقبولا بالنسبة لإسرائيل.
وقال النائب السابق لمستشار الأمن القومي، شاي، إنه لم يتم ممارسة ضغوط كافية على حماس، سواء من جانب إسرائيل، أو عسكريا، أو من الخارج.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة وقطر يمكن أن تفعلا المزيد، مثل تجميد أموال حماس، وترحيل مسؤولي الحركة المقيمين في الدوحة.