محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 04:06 مساءً - سلط مقال لباحث روسي، نشرته "فورين أفيرز"، الضوء على موقف الصين من الصراع الروسي الأوكراني، إذ رأى الكاتب أن "بكين تعمل على تخريب مقترحات السلام التي يقودها الغرب"، وفقا لقوله.
وتوقف الباحث الروسي ألكسندر غابوف في مقاله عن الشراكة الصينية مع روسيا وكيف أن البعض اعتقد أن بكين كانت مستعدة في أغسطس/آب الماضي، للنأي بنفسها عن "شراكتها بلا حدود" مع موسكو.
ولفت إلى أن الزعيم الصيني شي جين بينغ أرسل في ذلك الشهر مبعوثه الخاص للحرب في أوكرانيا، لي هوي، لمناقشة صيغة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع دبلوماسيين من عدة دول، بما في ذلك أوكرانيا والولايات المتحدة.
وتدعو الصيغة روسيا إلى الانسحاب إلى حدود أوكرانيا العام 1991، وإرسال "مجرمي الحرب" إلى المحاكم الدولية، ودفع التعويضات لكييف.
ويرى الكاتب أن هذه الخطة تمثل بوضوح النتيجة المفضلة لكييف لإنهاء الصراع، ومن خلال التعامل معها فقط، اقترحت بكين أنها قد تكون مستعدة للعب موقف صارم مع موسكو.
ولكن في المقابل، شدد كاتب المقال على أن أول مشاركة عامة للصين في المناقشات حول هذه الصيغة للسلام في أوكرانيا كانت أيضًا الأخيرة.
وقال إنه في 31 مايو أيار، أعلنت بكين أنها لن تنضم إلى نحو 90 دولة أخرى في قمة السلام التي ستعقد في بورغنشتوك، بسويسرا يومي 15 و16 يونيو الجاري لمناقشة كيفية إنهاء الحرب، بناءً على اقتراح زيلينسكي.
الرئيس الصيني اختار ألا يتخلى عن "شريكه الروسي المزعج".
الباحث الروسي ألكسندر غابوف
ورأى كاتب المقال أن الرئيس شي اختار ألا يتخلى عن "شريكه الروسي المزعج"، ويبدو أنه لن يساعد كييف كثيرًا، معتبرًا أن بكين اختارت نهجًا أكثر طموحًا، ولكنه أكثر خطورة أيضًا، وسوف تستمر في مساعدة موسكو وتخريب مقترحات السلام التي يقودها الغرب.
وتأمل الصين بعد ذلك، بحسب الكاتب، استخدام نفوذها على روسيا لجلب الطرفين إلى الطاولة في محاولة للتوصل إلى اتفاق دائم.
ورأى الكاتب أنه من غير الراجح أن تنجح هذه المناورة، فيما لا يبدو أن روسيا أو أوكرانيا قريبتان من الاستعداد لإجراء محادثات سلام جادة، على الأقل في الوقت الحالي.
وأردف "كييف وشركاؤها لا يثقون في قدرة الصين على العمل بحسن نية، ولا تتمتع بكين بخبرة كبيرة في إجراء هذا النوع من المفاوضات الدولية الكبرى التي تريد أن تقودها في هذا الصدد".
واعتبر الكاتب أن "ليس للرئيس الصيني شيء ليخسره في حال استمرار الحرب في أوكرانيا، وعلى هذا فإن الصين سوف تظل بمنزلة "عصا في الوحل" فهي تساعد روسيا بشكل غير مباشر، وتعرقل في الوقت ذاته المبادرات الدبلوماسية التي تقودها كييف، وتتظاهر بالانخراط في الدبلوماسية بدلاً من المحاولة الحقيقية للعمل مع أطراف أخرى لإيجاد حل."
ويقول الكاتب إنه "ربما يكون بين بوتين وشي تقارب حقيقي، ولكن بكين لديها أيضًا السبب لمصلحتها الذاتية للوقوف إلى جانب موسكو في مساعي السلام في أوكرانيا، فالصين لديها مبادرة سلام خاصة بها؛ لذلك فهي تريد تخريب جهود الولايات المتحدة وأوروبا في هذا الصدد".
ويرى أن هناك سببًا وراء شعور الصين بالثقة في قدرتها على تقديم نفسها كوسيط رئيسي في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، إذ تمتلك بكين الورقة الرابحة المطلقة في هذا الملف، وهي القدرة على جلب روسيا إلى الطاولة.
أخبار ذات صلة
بعد زيارة بوتين.. كيف تدعم الصين روسيا في حربها على أوكرانيا؟
واستدرك بالقول إن السيناريو الأكثر طموحًا، الذي تلعب فيه بكين دورًا قياديًا في إنهاء الحرب، من غير الراجح أن يتحقق.
وأشار إلى أنه في الوقت الحاضر، ليس لدى كييف وموسكو الرغبة في وقف القتال.