الارشيف / عرب وعالم

أمريكا والصين.. علاقة مرهونة بعوامل تزيد العداء وأخرى تمنع "الكارثة"

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 08:09 صباحاً - سلّطت مجلة "فورين أفيرز" الضوء على العوامل التي تغذي العداء بين الولايات المتحدة والصين، وفي الوقت ذاته الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع نشوب حرب بين البلدين.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن "المنافسة الاقتصادية، والمخاوف الجيوسياسية، وانعدام الثقة العميق" أمور تغذي العداء.

وأضافت أنه "في حين أن العوامل الهيكلية قد تفاقم الأحداث، فإن الجشع البشري وعدم الكفاءة على نطاق هائل هو الذي يؤدي إلى كارثة، في حين أن الحكم السليم والكفاءة يمكن أن يمنع أسوأ السيناريوهات".

ويمكن إرجاع العداء بين الصين والولايات المتحدة إلى نهاية الحرب الباردة عندما حوّل البلدان تركيزهما من العدو المشترك إلى ما يفصل بينهما.

وفي حين أن الولايات المتحدة شجعت في البداية صعود الصين لتحقيق مكاسب اقتصادية، كان هناك عدم ارتياح متزايد في الجغرافيا السياسية.

كما أدى النجاح الاقتصادي للصين إلى تغيير الديناميكية بين البلدين، حيث أصبحت الصين دولة ذات ثقل اقتصادي عالمي وتجاوزت الولايات المتحدة في الإنتاج الصناعي.

وتساهم هذه العوامل كذلك في العداء الهيكلي المتجذر بين الصين والولايات المتحدة.

عواقب وخيمة

ومع ذلك، "من الأهمية بمكان أن يتحلى القادة بالحكمة والحيلولة دون حدوث نتائج كارثية، حيث إن العداء الحالي قد يقود إلى عواقب وخيمة ليس فقط على كلا البلدين ولكن أيضًا على العالم بأسره"، بحسب المجلة.

وبدأت نظرة الصين إلى الولايات المتحدة تتدهور في أعقاب غزو العراق واحتلاله.

وعارضت الصين الهجوم وشعرت بالقلق إزاء السهولة التي تجاهلت بها الولايات المتحدة السيادة وعدم التدخل، وهي المبادئ التي شجعت الصين على تبنيها، الأمر الذي دفع الصين إلى مضاعفة ميزانيتها العسكرية وتعزيز قواتها البحرية والصاروخية.

وخشي المسؤولون الصينيون من أن تعيق الولايات المتحدة صعود الصين، مما دفعها إلى توسيع قدراتها العسكرية بشكل كبير.

وافتخر الحزب الشيوعي الصيني بقدرته على تجاوز الأزمة المالية العالمية وبدأ يتصرف بحزم أكبر في سياساته الإقليمية.

وأدى هذا، إلى جانب تصاعد النزعة القومية في الولايات المتحدة، إلى موقف أمريكي أكثر عدائية تجاه الصين، وهو ما تجسد في رئاسة دونالد ترامب والسياسات اللاحقة لجو بايدن. مما أدى إلى تصاعد المواجهات بين البلدين.

وتظهر الحالة الراهنة للعلاقات الأمريكية الصينية خصائص تذكرنا بالديناميكية البريطانية الألمانية قبل الحرب العالمية الأولى، حيث يتزايد اقتناع كلا الجانبين بنية الطرف الآخر في إحباط صعوده.

وخلقت المخاوف الداخلية للصين بشأن تباطؤ اقتصادها وولاء مواطنيها، إلى جانب الانقسام السياسي في أمريكا، أساسًا لسوء التواصل الاستراتيجي المحتمل والصراع.

منع الحرب

ورأت المجلة، أنه "لمنع نشوب الحرب، يتحتم على الولايات المتحدة طمأنة الصين بأنها لا تحاول عرقلة تنميتها الاقتصادية، بينما تحتاج الصين إلى تنظيم صادراتها لتجنب المنافسة غير العادلة".

كما أن احتواء التجارة ومنع الحروب الساخنة، مثل الصراع في أوكرانيا، أمر بالغ الأهمية لتجنب نشوب حرب أوسع نطاقًا.

ويشكل الوضع مع تايوان أيضًا خطرًا كبيرًا لنشوب صراع، ولكن التوصل إلى حل وسط يعترف بالوحدة السلمية مع الصين يمكن أن يساعد في منع الحرب.

Advertisements