الارشيف / عرب وعالم

هل تُفشل ألمانيا حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة على روسيا؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 02:09 صباحاً - تحاول ألمانيا إفشال الجهود الأوروبية لإقرار حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا رغم موقفها المتشدد عسكرياً والداعم لكييف بشكل كبير في الحرب الدائرة منذ عامين ونصف العام.

وكشفت وكالة الأنباء الألمانية نقلاً عن مصادر دبلوماسية في بروسكل لم تسمها قولها إن "الحكومة الألمانية تصر على إجراء تعديلات على الحزمة الجديدة؛ وهو ما يعد السبب الأساسي لتأخر إقرارها".

وشبهت الوكالة الرسمية مواقف ألمانيا في الآونة الأخيرة بأنها تشبه المجر التي تعارض وتضع العراقيل أمام أي عقوبات على روسيا.

وأوضحت الوكالة أن القيود الجديدة تهدف إلى مكافحة التحايل على القيود المعتمدة سابقًا. بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات صارمة لأول مرة ضد الشركات الروسية المرتبطة بالغاز الطبيعي المسال.

ومن المخطط حظر شحن الغاز الطبيعي المسال الروسي عن طريق البحر من عدد من الموانئ الأوروبية إلى دول ثالثة.

مصالح برلين أهم من كييف

وقال الخبير في الشؤون الاقتصادية ألكسندر ديريابين، تعليقا على ما نشرته الوكالة الألمانية إن "العالم الغربي تحكمه المصالح وبالتأكيد العراقيل التي تضعها برلين لعدم إقرار الحزمة ليس حبا بروسيا بل لأن ما سيخرج عن هذه الحزمة سيؤثر على ألمانيا واقتصادها بشكل مباشر".

وأضاف في حديثه لـ "الخليج الان": "العقوبات ستتطرق إلى موضوع تصدير الغاز المسال وألمانيا لا تريد أن تقترب من هذا المجال نهائيا كون أي خطوة ستؤثر على أسعار الغاز داخل البلاد وهو ما سيربك الاقتصاد الألماني".

وأردف ديريابين: "لا يمكن تشبيه ألمانيا وسياستها بسياسة المجر كون الموقف الكلي مختلف، فألمانيا تورد السلاح وتدعم كييف بكل قوة لكن عندما يأتي الموضوع عند الغاز تصمت برلين تماما".

وحول مستقبل الحزمة الجديدة، رأى الخبير في الشؤون الاقتصادية أنه "قد تتأخر عن الموعد الذي وضعته أوروبا سابقا بأنها ستصدر قبل نهاية يونيو الجاري إلا إذا تم إزالة موضوع العقوبات ضد قطاع الغاز، حينها لن تعارض ألمانيا تمرير هذه الحزمة لكن في نفس الوقت لم يتبقَ أمام أوروبا الكثير من المجالات لتفرض عليها عقوبات، واليوم يدور الحديث عن الأصول آخر شيء بيد الغرب للضغط على موسكو".

خوفا من الانتخابات القادمة

من جهته، رأى الباحث في الشؤون الأوروبية فاسيلي سامويلوف، أن الأمر "غير مرتبط كثيرا بالتخوف من تأثير العقوبات على الاقتصاد الألماني، بل الأمر له بعد سياسي مرتبط بنتائج الانتخابات الأخيرة في أوروبا".

وقال في حديثه لـ"الخليج الان": "القيادة الألمانية الحالية ومع نتائج الانتخابات الأخيرة التي صعد بها اليمين المتشدد شعرت بالخطر، والآن تحاول أن تكون أكثر عقلانية بالتعامل مع الملف الأوكراني-الروسي؛ كون سياسة أوروبا عموما فتحت الباب لصعود هذا التيار".

وأشار سامويلوف، إلى أن "برلين تحاول الآن أن تعطي صورة للرأي العام أن أي قرار تتخذه سببه الحفاظ على مصالح ألمانيا وما سربته الوكالة الرسمية دليل على أن السلطات تريد إيصال هذه الفكرة للشعب الألماني، إنها حريصة كل الحرص على عدم تضرر الاقتصاد، وإن أي قرار تتخذه لا يصب بمصلحة برلين تقوم بعرقلته فورا".

وختم قائلاً: "سنرى الكثير الآن من هذه المواقف في عدد من الدول الأوروبية خاصة تلك التي صعد بها التيار اليميني بانتخابات الاتحاد الأوروبي يريدون إقناع الناخبين أنهم وطنيون، وأن مصلحة الدولة فوق أي مصلحة، لكن هذا لن يجدي نفعا؛ لأن الناخب الأوروبي ينظر إلى الأفعال لا الأقوال".

Advertisements

قد تقرأ أيضا