محمد الرخا - دبي - الأربعاء 12 يونيو 2024 12:03 صباحاً - أعلنت المسؤولة في أكاديمية خفر السواحل الأمريكية، شانون نورنبير، أنها ستستقيل بسبب تلقّيها توجيهات بالكذب على الكونغرس كجزء من التستر على الاعتداءات الجنسية "القاسية".
وأوضحت المسؤولة أن كبار القادة وجّهوها للكذب على ضحايا الاعتداءات الجنسية وعلى الكونغرس، ما جعلها شريكة "عن غير قصد" في التستر على انتهاكات امتدت إلى عقود من الزمن.
ونتيجة لذلك، قالت إنها ستستقيل من منصبها كرئيسة لمنع الاعتداءات الجنسية في الأكاديمية، وأصدرت اعتذارًا علنيًا للناجيات من الاعتداءات، قائلة إنها لم تعد مستعدة للبقاء صامتة.
وكتبت في بيان عام نُشر على الإنترنت، يوم الأحد: "لقد كذب خفر السواحل عليّ، لم يعد بإمكاني أن أكون جزءًا من منظمة تخونني، وتخون ضحايا الاعتداءات الجنسية، وتخون النظام الذي ساعدت في إنشائه لمحاسبة الجناة في الأكاديمية".
وتقدمت "نورينبيرغ" بادعاءاتها الخطيرة قبل جلسة استماع في الكونغرس، هذا الأسبوع، والتي من المقرر أن تدلي فيها أول قائدة لخفر السواحل، الأدميرال ليندا فاجان، بشهادتها حول فضيحة سوء السلوك الجنسي في الأكاديمية.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" قالت نورنبيرغ إنها جعلت مساعدة الناجيات من الاعتداءات الجنسية في أكاديمية خفر السواحل جزءًا من مهمتها لأكثر من عقد من الزمن. وقالت إنها شعرت بالصدمة عندما اكتشفت، مؤخرًا، سجلات قديمة تُظهر كيف استخدمها القادة كجزء من عملية التستر التي أُطلق عليها اسم "عملية فاولد آنكر"، وهو تحقيق داخلي سري يبحث في تاريخ التستر على الاعتداءات الجنسية كشفت عنه شبكة "سي إن إن" الصيف الماضي.
وكتبت في منشورها العام أنه تم إرسالها في "جولة اعتذار"، في العام 2019، لإطلاع العشرات من ضحايا الاعتداء على قضاياهم، والتي سبق أن أُسيء التعامل معها من قبل قيادة الأكاديمية. وتظهر قائمة نقاط الحوار التي أعطيت لها في ذلك الوقت أنه تم توجيهها لإخبار الضحايا أن الكونغرس كان بالفعل على علم تام بالعملية، وهو ما تعرف، الآن، أنه لم يكن كذلك. وتعتقد أن الهدف من ذلك هو "إثناء الضحايا عن الاتصال بأعضاء الكونغرس".
وقالت "نورنبيرغ" إنها تلقت توجيهات بعدم إدراج تاريخ الاعتداءات التي يتم التحقيق فيها ضمن البيانات التي سيراها الكونغرس، وتم منعها من تقديم الأوراق الرئيسة للناجيات التي كانت ستساعدهن في الوصول إلى خدمات الصحة العقلية، ومزايا المحاربين القدامى المتاحة لضحايا الاعتداءات الجنسية.
وكتبت: "لقد أدركت أننا لم نُرسل إلى هناك لمساعدة هؤلاء الناس. كان الأمر برمته عبارة عن تستر قاسٍ على حساب الضحايا، وكان الهدف الأساس هو الحفاظ على صورة خفر السواحل، وتجنب الفضيحة. واستخدمني خفر السواحل كجزء من خطتهم."
ومنذ ما يقرب من عام، تعرضت "فاجان" لضغوط متزايدة، بينما تواصل صراعها مع تداعيات "عملية فاولد آنكر". لقد قالت -مرارًا وتكرارًا- إنها تريد التعلّم من الماضي والمضي قدمًا، لكن سلسلة جديدة من الخلافات أظهرت أن سوء السلوك الجنسي لا يزال منتشرًا عبر خفر السواحل، وهو قضية أكبر بكثير مما سبق أن اعترفت به علنًا.
ومما زاد الضغط على "فاجان"، إعراب المشرعين في الكونغرس عن إحباطهم المتزايد من تعامل خفر السواحل مع هذه القضية الجدلية. واتهم أعضاء مجلس الشيوخ "فاجان" بالتهرب من رقابة الكونغرس خلال العديد من التحقيقات الحكومية الجارية، وتساءلوا عن سبب عدم محاسبة القادة الحاليين أو السابقين لتسترهم على سوء السلوك. وفي الآونة الأخيرة، طالبوها بالمثول أمام جلسة استماع بمجلس الشيوخ، قائلين إن عدم تعاون خفر السواحل مع التحقيق الجاري في الكونغرس "لا يمكن تفسيره إلا من خلال عدم مبالاته أو محاولة مخزية أخرى للتستر على الحقائق المحرجة لسوء تعامله في القضايا المتعلقة بالاعتداءات الجنسية، والتحرش الجنسي."
ورددت الضحايا مخاوف نورينبيرغ، قائلات إنهن شعرن بأن حياتهن انقلبت رأسًا على عقب عندما طُلب منهن إعادة سرد الصدمة التي تعرّضن لها كجزء من تحقيق "فاولد آنكر"، ليتم نسيانهن مرة أخرى.
وحتى "نورينبيرغ" لم تكن تعرف النطاق الكامل لفضيحة "فاولد آنكر" إلى أن كشفت عنها شبكة "سي إن إن"، والتي وجدت أن العملية قد تم إغلاقها بهدوء وإخفاؤها عن الكونغرس من قبل قادة الأكاديمية على الرغم من إثبات العشرات من الاعتداءات الجنسية التي سبق أن تم التعامل معها بشكل سيئ في الأكاديمية. ونتيجة لذلك، صعد بعض المتهمين إلى مناصب عليا في خفر السواحل والوكالات العسكرية الأخرى، في حين غادرت بعض الضحايا الأكاديمية بعد الإبلاغ عن الاعتداءات، وأمضين عقودًا في التعامل مع الآثار السلبية الشديدة على حياتهن المهنية، وصحتهن العقلية والجسدية.
وقالت "نورينبيرغ" إنها تشعر بالإحباط لأن العديد من المشكلات التي كشفت عنها "فاولد آنكر"، مثل إفلات الجناة من العقاب، والضحايا اللواتي يواجهن الانتقام بسبب تقديمهن للشكاوى، لا تزال موجودة حتى اليوم على الرغم من رسائل القائد فاجان التي تدّعي خلاف ذلك.