الارشيف / عرب وعالم

رغم تقدم اليمين المتطرف.. أحزاب الوسط لا تزال تقود الأغلبية بأوروبا 

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 11 يونيو 2024 04:10 مساءً - قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الأحزاب المؤيدة للوسط في أوروبا- رغم بعض التقلبات المثيرة للقلق لا سيما من اليمين المتطرف- ما زالت تقود الأغلبية، وفقًا لاستطلاعات الرأي. 

وحققت القوى الوطنية المحافظة واليمين المتطرف في أوروبا مكاسب كبيرة، حيث انتهى بها الأمر بالحصول على ما يقل قليلًا عن ربع أعضاء البرلمان الأوروبي المؤلف من 720 مقعدًا - وهو أعلى رقم لهم على الإطلاق.

لكن الصحيفة قالت إن أداءَهم لم يكن جيدًا على نحو موحد، وكان أداؤهم في بعض الأماكن أسوأ من التوقعات.

أما في فرنسا، فقد دفعت الهزيمة المتواضعة التي مني بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنسبة 15% إلى 32% أمام حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان، إلى مقامرة ضخمة تتمثل في الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.

أخبار ذات صلة

بعد صعود اليمين المتطرف.. كيف سيتبنى الأوروبيون قراراتهم في "برلمان منقسم"؟

خطر الأغلبية اليمينية المتطرفة

وفي ألمانيا، حصل "حزب البديل من أجل ألمانيا" على نسبة أعلى من الأصوات الوطنية (16%) مقارنة بأيٍّ من الأحزاب الثلاثة التي تشكل الائتلاف الذي يقوده المستشار أولاف شولتز. 

وقالت الصحيفة البريطانية إن هذه التطورات مثيرة للقلق في البلدين اللذين كانا يعملان تقليديًّا كمحرك يدفع الاتحاد الأوروبي إلى الأمام.

وتواجه فرنسا خطر الأغلبية اليمينية المتطرفة في البرلمان، في حين ضعفت الحكومة الألمانية أكثر.

وأحرز حزب "إخوة إيطاليا" بقيادة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني 28% من الأصوات، وفي النمسا، يقود حزب الحرية النمساوي الأغلبية بنسبة 26%.

ولكن باستثناء الدول الأعضاء الثلاث الكبرى، والنمسا، فإن نتائج اليمين المتشدد كانت مخيبة في كثير من الأحيان.

وكان أداء حزب فلامس بيلانج ضعيفًا في بلجيكا، إذ حصل على أقل من 14%، وكذلك فعل حزب الشعب الدنماركي (6.4%). 

وقد أصيب الفنلنديون (7.6%) وديمقراطيو السويد (13%) بخيبة أمل، إذ إنهم جزءٌ من حكومات يمينية أو يدعمونها. 

أخبار ذات صلة

اليمين المتطرف يتصدر نوايا التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية‎

نتائج متوافقة

وفي بولندا، مني حزب "القانون والعدالة" بفارق ضئيل أمام "الائتلاف المدني" بقيادة دونالد تاسك، فيما فشل حزب "فوكس" الإسباني في الحصول على 10% من الأصوات، وانتهى الأمر بـ"حزب الحرية" بقيادة خيرت فيلدرز، الفائز في الانتخابات الوطنية الهولندية الأخيرة، بحصوله على ثلاثة مقاعد أقل من تحالف حزب العمال/اليسار الأخضر. 

وبينت الصحيفة أن النتائج كانت متوافقة إلى حد كبير مع التوقعات بشكل عام. ونقلت عن كاس مود، الخبير في الشعبوية واليمين المتطرف في جامعة جورجيا قوله: "تعكس هذه الانتخابات، أكثر من أي شيء آخر، التطورات على المستوى الوطني".

ومن المرجح أن يكون التأثير الرئيس للانتخابات محسوسًا بشكل أكبر في عواصم، مثل: باريس، وبرلين.

ورغم أن المكاسب الكبيرة التي حققها اليمين المتطرف في فرنسا وألمانيا لن تخلّف تأثيرًا يذكر على البرلمان الأوروبي في حد ذاته، فإن الصحيفة ترى أنها من الممكن أن تخلف تأثيرًا كبيرًا على سياسات الاتحاد الأوروبي، لأنه، رغم مزاعم داعمي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فلا تزال أغلب قوة الاتحاد الأوروبي تكمن في العواصم.

Advertisements