الارشيف / عرب وعالم

العالم يتبنى علاجات السمنة الجديدة.. وفرنسا "مترددة"

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 11 يونيو 2024 03:03 مساءً - كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن العلاجات الحديثة التي تحاكي هرمونات الجهاز الهضمي أحدثت ثورة في إدارة السمنة. ورغم الطلب العالمي المتزايد عليها، فإن السلطات الصحية الفرنسية تتباطأ في الموافقة على طرحها في الأسواق بسبب مخاوف تتعلق بآثارها الطويلة الأمد.

عائلة GLP-1 التناظرية: طفرة علاجية

يعد عقار ويجوفي إلى جانب أوزمبك، جزءًا من فئة جديدة من الأدوية التي تحاكي هرمون الببتيد 1 الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1)، إذ تحفز هذه الأدوية مستقبل GLP-1 بشكل أكثر فاعلية من الهرمون الطبيعي؛ ما يؤثر بشكل كبير على الشبع والتحكم في تناول الطعام.

وتشمل هذه الفئة سيماجلوتايد (أوزيمبيك، ويجوفي) وليراجلوتايد (ساكسيندا)، مع السماح بالأخير في فرنسا منذ عام 2021، ولكن دون تغطية من الضمان الاجتماعي.

الرعاية الشاملة مطلوبة

ورغم فاعليتها، يحذر بعض الخبراء من اعتبار هذه الأدوية حلولًا معجزة، إذ تقول كارين كليمان، أستاذة التغذية في مستشفى بيتي سالبيترير: "هذه الجزيئات ليست مثبطات للشهية أو علاجات معجزة، يجب أن يشمل العلاج تغييرات في السلوك الغذائي، والنشاط البدني، والدعم النفسي إذا لزم الأمر".

التبني العالمي مقابل التردد الفرنسي

وتمت الموافقة على عقار ويجوفي في الولايات المتحدة في حزيران/ يونيو 2021 وفي أوروبا بعد ستة أشهر، وهو متاح في 7 دول أوروبية، ولكن ليس في فرنسا بعد.

ومنحت هيئة الصحة العليا الفرنسية تصريح الوصول المبكر للعقار في تموز/ يوليو 2022 فقط للمرضى الذين يعانون السمنة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم أكبر من 40) والأمراض المصاحبة ذات الصلة، مع الموافقة على السداد في انتظار مزيد من النتائج في غضون عامين.

ثورة مع المحاذير

يشيد الخبراء بنظيرات GLP-1 باعتبارها ثورية، لكنهم يؤكدون الحاجة إلى مبادئ توجيهية مناسبة وأطر رعاية شاملة.

وتشير كارين كليمان إلى أنه "رغم الاحتياجات المتزايدة بسبب ارتفاع معدلات السمنة، فقد انسحبت صناعة الأدوية، وها هي الآن تعود بقوة"، مسلطةً الضوء على نتائج فقدان الوزن غير المسبوقة التي تحققت باستخدام هذه العلاجات.

تاريخ من الإخفاقات

إن تاريخ أدوية السمنة المليء بالإخفاقات والفضائح يجعل فرنسا مترددة في تصريح إطلاقها في الأسواق، خصوصًا بعدما أدت علاجات سابقة مثل "حبوب قوس قزح" في الأربعينيات من القرن العشرين، إلى مشاكل صحية خطيرة؛ ما تطلب حظرها في النهاية.

طلب السوق والمخاوف الأخلاقية

ويؤكد الارتفاع الكبير في الطلب على تلك الأدوية، لا سيما في الولايات المتحدة، على شعبية هذه العلاجات، ومع ذلك، فإن الاعتماد السريع عليها يثير مخاوف بشأن سوء استخدامها وسلامتها على المدى الطويل.

وختمت الصحيفة بالقول إنه في حين أن هذه العلاجات المبتكرة تحمل وعدًا كبيرًا، إلا أن ضمان استخدامها بشكل مناسب ومعالجة المخاوف المتعلقة بالفاعلية والسلامة على المدى الطويل يظل أمرًا بالغ الأهمية.

Advertisements