الارشيف / عرب وعالم

صدمة "الماكرونيين".. تفاصيل "الليلة المشحونة" في فرنسا

محمد الرخا - دبي - الاثنين 10 يونيو 2024 08:26 مساءً - ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الأجواء في العاصمة باريس كانت مشحونة، عندما أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية في وقت متأخر من ليلة الأحد، فقد ترك هذا الإعلان، الذي جاء خلال تجمع انتخابي لحوالي 300 من أنصار النهضة، الكثيرين في حالة من "الصمت والذهول".

وقالت الصحيفة إنه في وقت سابق من المساء، في تمام الساعة التاسعة مساءً، فاجأ إعلان ماكرون الكثيرين، إذ سارع أحد النواب، الذي بدا عليه الحزن، إلى الخروج من الغرفة بعد لحظات من إعرابه عن مخاوفه من أن هذه الخطوة ستفيد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف.

وأعلن أحد البرلمانيين أن "الماكرونية انتهت الليلة"، واصفًا قرار الرئيس بالخطوة المتهورة لتعيين جوردان بارديلا من حزب التجمع الوطني رئيسا للوزراء قبل السباق الرئاسي لعام 2027، في حين تقبل آخرون على مضض تطور الأحداث، معتبرين "الأمر قد انتهى".

وأشارت الصحيفة إلى أنه بحلول الساعة الثامنة مساءً، كان فريق حملة فاليري هاير، بمن في ذلك الوزراء الرئيسيون، مثل أميلي أوديا كاستيرا (الرياضة)، ونيكول بيلوبيه (التعليم)، وستانيسلاس غيريني (الخدمة العامة)، قد اجتمعوا لمراجعة النتائج الإقليمية.

وانقطع الاجتماع فجأة؛ بسبب أنباء خطاب ماكرون الوشيك، إذ وصف أحد الشهود اللحظة بأنها لحظة عدم تصديق جماعي للرئيس، الذي "أعلن الحل".

أخبار ذات صلة

لوفيغارو: معسكر ماكرون يقفز نحو المجهول

ويتذكر أحد المشاركين قائلاً: "كانت هناك لحظة صدمة عندما غرقت كلمات الرئيس"، وعلى الرغم من المفاجأة الأولية، "بدأ المزاج العام بين الماكرونيين يتغير"، على حد وصفه.

وفي قاعة الاستقبال، ظهرت مجموعة من نواب الأغلبية يحاولون الظهور بمظهر الشجاعة، إذ أعلن أنطوان أرماند، أمين صندوق الحملة الانتخابية ونائب هوت سافوي، أنه "لا ينبغي لأحد أن يخشى مواجهة الناخبين"، مشيدا بالقرار ووصفه بأنه "عمل محترم للديمقراطية الفرنسية".

ووافقه بول ميدي، نائب إيسون، هذا الشعور، وأشاد بما أسماه "المنطق الديمقراطي الصحي للغاية"، معربا عن حماسه لإتاحة الفرصة للتصويت.

وحث روبن رضا، وهو نائب آخر من إيسون، على الاستجابة السريعة والقوية لمطالبة الجمهور الفرنسي بالأمن والعمل، منتقدا خصومه من ائتلاف نوبيس اليساري، متهما إياهم بتشويه صورة النواب من خلال "التعطيل المستمر".

كما وضع غيوم فويلتيت، النائب من فال دواز، استراتيجية للاستفادة من هذه اللحظة ضد اليسار، متوقعًا ميزة تنافسية في المسابقات المقبلة.

أخبار ذات صلة

فرنسا.. حملة "خاطفة" استعدادًا للانتخابات التشريعية المبكرة

ووسط المناورات السياسية، أشاد بعض المؤيدين بفطنة ماكرون السياسية، فقد صاح كورنتين، وهو محامٍ وناشط في عصر النهضة من بريتاني، يبلغ من العمر 35 عامًا، قائلا: "هذه لحظة تاريخية"، معتبرا قرار ماكرون بمثابة خطوة حاسمة لتوضيح المشاريع المتنافسة.

ولم تعرب ساندرين، وهي موظفة حكومية تبلغ من العمر 56 عاماً، من فال دو مارن، عن قلقها، قائلة بكل ثقة: "على العكس من ذلك، إذا فازت لوبان، فستنهار الشراكة مع بارديلا، ولن تصبح رئيسة في عام 2027".

وفي الساعة العاشرة مساءً، ظهرت أخيراً فاليري هاير، رئيسة قائمة النهضة، أمام قاعة نصف فارغة، وقد قوبلت بحفاوة بالغة من بقية المؤيدين. 

وسلطت تلك الليلة الضوء على ردود الفعل المنقسمة بشكل صارخ بين "الماكرونيين"، سواء من رؤية خطوة الرئيس باعتبارها ممارسة ديمقراطية جريئة، إلى الخوف من أنها قد تمهد الطريق لصعود اليمين المتطرف، في حين أشارت الصحيفة إلى أن قرار ماكرون سيكشف عن تأثيره الحقيقي مع توجه فرنسا نحو مواجهة انتخابية مثيرة للجدل.

Advertisements