محمد الرخا - دبي - الاثنين 10 يونيو 2024 02:22 مساءً - مع بدء العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، انتشرت في الجزائر ظاهرة بيع أضاحي العيد بالتقسيط للتغلب على معضلة الارتفاع الجنوني في أسعارها.
وتشهد البلاد موجة ارتفاع في أسعار الأضاحي وصفها مراقبون محليون بـ"غير المسبوقة"؛ حيث يتراوح سعر الرأس الواحد بين 50 إلى 150 ألف دينار جزائري، لتكسر حاجز ما يوازي 1000 دولار في سابقة هي الأولى من نوعها.
وكشفت مزارع كباش وتجار عن اتجاههم للبيع بالتقسيط على 6 أشهر يدفع خلالها الزبون مبلغ 10 آلاف دينار بحد أدنى للشهر الواحد، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات الاقتصادية والخدماتية العمومية والتعاونيات الاستهلاكية.
وأوضح مدير مؤسسة "كرومي الحاج المهدي" لبيع الكباش، بولايتي ادرار وتيميمون، أن مؤسسته فتحت أبواب البيع بالتقسيط، منذ أربع سنوات من خلال التعاقد مع لجنة الخدمات الاجتماعية لبضع مؤسسات بمقر الولاية.
وأكد في تصريحات للصحافة المحلية أنه في إطار عملية البيع يتم تسليم الزبون وصلًا بالدفع مدونًا عليه سعر الأضحية التي يرغب في اقتنائها، قبل ملء الاستمارة الخاصة بعملية الشراء، وبعد استكمال الإجراءات الإدارية المطلوبة بين المؤسسة ولجنة الخدمات، يتوجه الزبون مباشرة لاقتناء الأضحية.
وأوضح أن عملية البيع بالتقسيط لقيت استحسانًا كبيرًا من قبل المواطنين والزبائن، كما إن أغلبهم لا يناقشون أسعار الأضاحي لدى التوجه لاقتنائها، ويقومون بتسوية إجراء الشراء واختيار الأضحية، دون الاستفسار عن فارق الأسعار، تقديرًا منهم للوضع المريح في عملية اقتناء أضحية العيد، وسهولة الدفع على مراحل، على حد تعبيره.
وأرجع رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، محمد يزيد حمبلي، سبب ارتفاع أسعار الأضاحي إلى الجفاف الذي شهدته الولايات الشمالية والزراعية في البلاد؛ ما أدّى إلى انخفاض عدد رؤوس الماشية.
وأضاف أن العوامل المناخية الصعبة تسببت في ارتفاع تكاليف تربية الماشية أو ما يعرف بمدخلات الإنتاج أمام تراجع المراعي الطبيعية.
واستوردت الجزائر هذا العام كميات من الأغنام الرومانية ضمن صفقة لاستيراد 100 ألف رأس، لكن تبين أنها موجهة للذبح بغرض سد حاجة السوق من اللحوم، وليست للبيع كرؤوس حية.
وبحسب إحصاءات رسمية، فإن إجمالي الثروة الحيوانية في الجزائر بلغت نحو 36 مليون رأس لعام 2023، منها 17 مليونًا من رؤوس الأغنام.