محمد الرخا - دبي - الاثنين 10 يونيو 2024 10:06 صباحاً - يشاع منذ فترة طويلة كثير من المعلومات عن خل التفاخ وفوائده الصحية المحتملة، كون فقدان الوزن نقطة محورية بدأ الحديث عنها حديثًا.
ولكن السؤال وسط تلك الادعاءات كلها والشعبية منها، التي يتمتع بها "النظام الغذائي لإنقاص الوزن بخل التفاح"، هو هل يفي حقًا بالمأمول منه؟
لقد تعمق تقرير نشرته "مؤسسة هارفارد للصحة"، في الأدلة، مبينًا أن خل التفاح، المشتق من التفاح المسحوق والمقطر والمخمر، يضمّ مستويات عالية من حمض الأسيتيك، الذي يُعتقد بأنه يساهم في تحقيق الفوائد الصحية المرتبطة به، مثل تحسين الهضم، وتقليل مستويات الكوليسترول.
وعلى الرغم من استخدامه الطبي التاريخي، بيدَ أن التحقق العلمي من فعاليته في فقدان الوزن ما زال غير مؤكد.
وتشير الأبحاث التي أجريت على الحيوانات إلى أن حمض الأسيتيك يمكن أن يمنع ترسب الدهون ويعزز عملية التمثيل الغذائي.
ومع ذلك، فإن الدراسات البشرية، بما في ذلك تجربة ملحوظة أجريت العام 2009 وشارك فيها 175 مشاركًا، قد أسفرت عن نتائج مختلطة.
ففي حين لوحظ فقدان متواضع في الوزن وانخفاض مستويات الدهون الثلاثية لدى أولئك الذين يستهلكون الخل، فإن الفعالية المحددة لخل التفاح لا تزال غير مستكشفة في هذه الدراسات.
وقسمت دراسة أجريت العام 2018، 39 مشاركًا إلى مجموعتين، إحداهما اتبعت نظامًا غذائيًا محدود السعرات الحرارية مع خل التفاح، بينما لم تتبع الأخرى هذا النظام، واستمرت لمدة 12 أسبوعًا، وفي حين شهدت كلا المجموعتين فقدانًا في الوزن، أظهرت مجموعة خل التفاح نتائج أفضل بشكل طفيف. ومع ذلك، فإن النطاق المحدود لهذه الدراسات ومدتها يؤكدان الحاجة إلى مزيد من البحث.
وإلى جانب فقدان الوزن، تشير بعض الدراسات إلى أن خل التفاح قد يساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم لدى الأفراد المصابين بمقدمات مرض السكري، ومرض السكري من النوع 2 عن طريق تعديل امتصاص النشأ.
وعلى الرغم من هذه الفوائد المحتملة، هناك ما يبرر الحذر عند دمج خل التفاح في النظام الغذائي للشخص، فالاستهلاك غير المخفف يمكن أن يؤدي إلى تآكل مينا الأسنان، كذلك يجب على الأفراد المصابين بداء السكري أو انخفاض مستويات البوتاسيوم توخي الحذر بشكل خاص بسبب تأثير الخل على مستويات الأنسولين وامتصاص البوتاسيوم.
وفي ظل عدم وجود أدلة قاطعة، فإن فعالية نظام خل التفاح الغذائي لإنقاص الوزن ما زالت غير مؤكدة، على الرغم من استمرار شعبيتها، مدفوعة بالروايات واتجاهات الإنترنت، فمن المهم التعامل مع مثل هذه البدع بعين ناقدة.
وبهذا، إذا كان فقدان الوزن هو الهدف، فإن الاعتماد فقط على خل التفاح قد يكون غير كافٍ.
ولابد أن تسود الشكوك الصحية عند النظر في اعتماد أي نظام غذائي أو علاج جديد، لأن جاذبية الحلول السريعة غالبًا ما تفوق التحقق العلمي.
ومع استمرار السعي لتحقيق العافية، من المهم إعطاء الأولوية للنهج المبني على الأدلة لتحقيق نتائج صحية مستدامة.