محمد الرخا - دبي - الأحد 9 يونيو 2024 08:21 مساءً - توقع خبراء أن تشهد العلاقات بين تركيا والهند تقاربًا ملحوظًا، رغم الخلافات العديدة، بعد فوز رئيس وزراء الهند الحالي، ناريندرا مودي، بولاية ثالثة تمتد لخمس سنوات مقبلة، وفق صحيفة المونيتور.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إنه رغم فتور العلاقة الشخصية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الهندي مودي، والخلاف على ملف كشمير، وتضارب الآراء والمصالح بشأن الصراعات الإقليمية وقضايا الشرق الأوسط، فإن الدولتين تتفقان أيضًا على قضايا مثل دعم الحكومة الأفغانية، قبل عودة حركة طالبان، وضرورة إعادة هيكلة بنية الأمم المتحدة، وتحديدًا عدم بقاء سلطة مجلس الأمن الدولي مقيدة بيد الدول الخمس الكبرى.
طرفا نقيض
وبحسب التقرير، وصلت العلاقات التركية الهندية إلى واحدة من أدنى مستوياتها تحت قيادة أردوغان ومودي، وغالبًا ما تجد الديمقراطيتان المحاصرتان نفسيهما على طرفي نقيض في العديد من الصراعات الإقليمية، ومع ذلك، فإن البلدين لديهما مصلحة في إصلاح بعض الخلافات بينهما.
ونقلت الصحيفة عن الخبراء قولهم إن التجارة والسياحة بين تركيا والهند مستمرتان في النمو.
ويحمل المواطنون الأتراك وجهات نظر إيجابية تجاه الهند، وتشترك أنقرة ونيودلهي في نهج مماثل إلى حد كبير في التعامل مع الشؤون العالمية، بما في ذلك دعم الإصلاحات في الأمم المتحدة، ومكافحة تغير المناخ، والدعوة إلى ممارسات تجارية عالمية أكثر ذكاءً وعدالة، بحسب التقرير.
وأشار تقرير "المونيتور" إلى أن الاستفادة من هذه المصالح المشتركة ستتطلب تجزئة القضايا الجيوسياسية، مثل نزاع كشمير بين الهند وباكستان، فضلًا عن وجهات النظر المختلفة بشأن الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط وجنوب القوقاز، وبشأن الأحداث الأخيرة في جزر المالديف.
ولفت إلى أنه منذ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، في مايو/أيار عام 2023، خفف الرئيس أردوغان من حدة العناصر الأكثر انتقادًا في تعليقاته بشأن كشمير.
ويمكن أن يُعزى بعض ذلك إلى فريق البحث والإنقاذ المكون من 50 شخصًا الذي أرسلته الهند كجزء من "عملية الصداقة"، في أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا في 6 فبراير/شباط عام 2023.
انزعاج البلدين
تعمل تركيا والهند على توسيع نطاق وجودهما، من بلاد الشام إلى القرن الأفريقي وجنوب ووسط آسيا.
ويؤدي الكثير من هذا التوسع إلى دعم تركيا والهند لشبكات نقل إقليمية وشبكات لوجستية مختلفة، مثل مشروع "طريق تنمية العراق" الذي اختارته أنقرة، والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا بقيادة نيودلهي.
وخلُص التقرير إلى أنه رغم الانزعاج الهندي من دعم تركيا لباكستان، وانزعاج تركيا من دعم الهند لإسرائيل، والتوتر حول المالديف، فإن كل ذلك تُعد قضايا غير حيوية للدولتين، وهذه الأشياء تسبب الانزعاج، وليس العداء.
وأكدت الصحيفة أنه حتى لو اختلف قادة البلدين، فإن التجارة والعلاقات التركية الهندية ستستمر في النمو بشكل أو بآخر كالمعتاد.