الارشيف / عرب وعالم

الصحة العالمية: العالم نسي قطاع الصحة المدمر في سوريا

محمد الرخا - دبي - السبت 8 يونيو 2024 08:17 مساءً - قالت المديرة الإقليمية لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية حنان بلخي، إن العالم بأسره نسي نظام الرعاية الصحية المدمر في سوريا، وحثت على تفكير جديد ومبتكر لوقف نزوح الطواقم الطبية إلى الخارج.

وأشارت إلى أن الأطباء الشباب بحاجة إلى أن تُتاح لهم آفاق أفضل من ممارسة الطب على طريقة القرن الرابع في ظروف مزرية، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وزارت بلخي، وهي من المملكة العربية السعودية، سوريا في الفترة من 11 إلى 16 من شهر أيار/مايو الماضي بعدما تولت منصبها في شهر شباط/فبراير الماضي.

ووصفت الوضع عند عودتها من سوريا بأنه "كارثي"، مع وجود عدد "صادم" من المحتاجين ومعدلات مثيرة للقلق من سوء التغذية بين الأطفال.

حوالي نصف القوى العاملة في مجال الصحة فر من سوريا

حنان بلخي

وأكدت بلخي، وهي أول امرأة تشغل منصب مدير المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط، أن حوالي نصف القوى العاملة في مجال الصحة فرَّ من البلاد.

وأضافت أن سوريا تواجه "أزمات متعددة الطبقات"، مع 13 عامًا من الحرب الأهلية، وعقوبات، وزلزال كبير وقع العام الماضي، بالإضافة إلى الوضع الجيوسياسي المعقد.

وتعمل في سوريا فقط 65% من المستشفيات و62% من مراكز الرعاية الصحية الأولية بكامل طاقتها، وتعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات.

ونوهت بلخي إلى أنه "نحن بحاجة إلى التفكير خارج الصندوق عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على القوى العاملة الصحية واستقطاب الشباب وإبقائهم منخرطين ومشاركين" في العمل.

شلل الأطباء

وأكدت بلخي أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يتقاضون أجورًا "منخفضة جدًا جدًا"، إذا تمكنوا من الحصول على راتب.

ولفتت إلى أنه إذا لم يحظ الجراحون بغرفة عمليات، ومواد تخدير، وممرضين محترفين، ووحدات تعقيم، "فما الفائدة من وجود جرّاح؟".

وبينت أنه "ثم يجب أن يكون لديك أدوية. إذا لم تكن تنتج أدويتك، ولا تتمكن من استيراد أدوية، يصاب الطبيب بالشلل بطريقة ما".

أخبار ذات صلة

عمالة الأطفال والنساء في سوريا تسجل أرقاماً قياسية

وأشارت إلى أنه "لذلك إما أن تقبل بممارسة الطب على طريقة القرن الرابع، حيث تقوم بكي الناس وتركهم لمصيرهم، أو تحاول اكتشاف طرق مبتكرة".

كما أكدت بلخي الحاجة إلى مثل هذه الحلول لجعل العاملين في مجال الصحة أكثر رغبة بالبقاء في سوريا أو العودة إلى البلاد، معتبرة أن كثيرين سيفعلون ذلك "عن طيب خاطر"، "إذا حصلوا على نوع من الدعم".

وأعربت الطبيبة السعودية عن أسفها، قائلة: "إنهم يتعلمون اللغة الألمانية إلى جانب دراستهم الطب ليكونوا مستعدين للرحيل، وهذا أمر مخيف بالنسبة للمنطقة".

واقترحت إشراك الأطباء الشباب في مشاريع بحثية ومنحهم إمكانية النشر، حتى "يشعروا أنهم يقومون بعمل جدير بالاهتمام"، والتأكد من أنهم "يمتلكون على الأقل الأدوات" اللازمة للعمليات الجراحية.

ولفتت بلخي أيضًا إلى أن الأطباء في سوريا بحاجة للوصول إلى منصات افتراضية للبقاء على اتصال مع المجتمع الصحي الدولي؛ لأنهم لا يستطيعون السفر لحضور مؤتمرات.

العبء الأكبر

أما بالنسبة للأدوية، فاقترحت بلخي دعم تصنيع المنتجات الأساسية محليا مثل مسكنات الألم والمضادات الحيوية وخافضات ضغط الدم المرتفع لعلاج "القاتل الصامت".

وبينت بلخي، التي حضرت في جنيف هذا الأسبوع اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، أن انقطاع الكهرباء في سوريا يرتب آثارا أكبر مما يتصوره الناس على مجال الصحة.

أخبار ذات صلة

أطفال سوريا.. "رجال" يتنقلون بين الدراسة والعمل بأمل تغيير الواقع

ومضت قائلة، إن سوريا شهدت عدداً كبيراً من الإصابات بحروق لأن السكان كانوا يحرقون أي مواد، "إطارات وبلاستيك ونسيج" لطهي الطعام وتدفئة منازلهم، ما تسبب في حرائق منزلية وإصابات في الجهاز التنفسي، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وزادت بلخي أن "المدنيين والأطفال يتحملون العبء الأكبر بطرق لا يمكن تخيلها أبداً"، داعية الدول المانحة إلى فصل السياسة عن الصحة وتجديد اهتمامها بالتمويل الإنساني لسوريا.

Advertisements

قد تقرأ أيضا