الارشيف / عرب وعالم

الحدود المزدوجة.. "سياسة مشوشة" لليمين المتطرف في فرنسا

محمد الرخا - دبي - السبت 8 يونيو 2024 12:03 صباحاً - مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، يواجه حزب التجمع الوطني (اليميني المتطرف) في فرنسا انتقادات بشأن سياسته "المشوشة" المتعلقة بالهجرة ومفهوم "الحدود المزدوجة"، حسبما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وقالت الصحيفة إن موقف الحزب، بقيادة جوردان بارديلا، يبدو مشوشاً ومتناقضاً، ولاسيما في ما يتعلق بالتنفيذ العملي في إطار الاتحاد الأوروبي.

وبينت أن هذه السياسة المركزية، التي تَعِد بتعزيز الرقابة على الحدود، واجهت تحدياً من قِبَل رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال، الأمر الذي كشف عن نقاط ضعف في حملة بارديلا خلال مناقشة جرت في 23 مايو/ أيار.

 وينطوي مفهوم "الحدود المزدوجة" على ضوابط منهجية ونظام رمز الاستجابة السريعة، ما يتطلب إجراء إصلاح شامل لمعاهدات الاتحاد الأوروبي.

وأشارت "لوموند" إلى أن عدم الوضوح بشأن كيفية تنفيذ ذلك في ظل الولاية القضائية الفرنسية ترك مسؤولي التجمع الوطني، بما في ذلك مدير الحملة ألكسندر لوبيه، يكافحون من أجل تقديم خطة متماسكة.

اقتراح حزب التجمع الوطني قد يؤدي إلى فرض ضوابط تتعارض مع قيم شنغن

إيف باسكواو، الخبير في مسائل المهاجرين

 ويخاطر هذا الغموض بخيبة أمل قاعدة الحزب، التي تدعم تقليديا سياسات الحدود الصارمة، ويثير تساؤلات حول جدوى مقترحات حزب التجمع الوطني من دون إعادة التفاوض على المعاهدة على نطاق واسع.

ويقترح فابريس ليجيري، المدير السابق لوكالة فرونتكس (حرس الحدود الأوروبية) والممثل الثالث على قائمة بارديلا، حلاً مختلفا، مضيفا "نحن نتصور نظامًا للإعلان عبر الإنترنت لغير الأوروبيين الذين يمتلكون عنوان إقامة في دولة أخرى من منطقة شنغن، ويسمحون لهم بتلقي رمز الاستجابة السريعة للدخول إلى فرنسا، دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرات تقليدية".

 من جهتها، تضفي مارين لوبان، الشخصية البارزة في التجمع الوطني، بعداً آخر على هذا النقاش، ما يشير إلى أنه إذا تم قبولها، فإنها تسعى إلى إصلاح مبادئ شنغن بالتعاون مع الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

 وأكدت الصحيفة أن ذلك يتناقض مع الخطاب البلاغي السابق والمواجهة في جميع أنحاء بروكسل، إضافة إلى أنه يخلق تعقيدًا في التعامل مع الإصلاح دون دعم أعضاء آخرين في الاتحاد الأوروبي.

ويسمح نظام شنغن، الذي تم تعديله مؤخرًا، بإعادة تقديم الضوابط المؤقتة عبر الحدود في ظروف معينة.

 وهذه التعديلات تصدرت مفاوضات طويلة في حد ذاتها، بهدف تحقيق التوازن بين الأمن والتداول الحر.

ويبدو أن حزب التجمع الوطني قد أوجد هذا التعبير (الحدود المزدوجة) بهدف فرض  ضوابط أكثر صرامة واحتمالات تمييزية، ما أثار الانتقادات.

بدوره، يعتقد إيف باسكواو، الخبير في مسائل المهاجرين، أن اقتراح حزب التجمع الوطني قد يؤدي إلى فرض ضوابط تتعارض مع قيم شنغن.

 وختمت الصحيفة بالقول إن وعود التجمع الوطني تعكس التوترات بين إرادة المهاجرين والسياسات والقيود المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن عدم اليقين بشأن هذه المهمة سيعزز التحدي الذي يجب على الحزب أن يتغلب عليه للتوفيق بين طموحاته الوطنية والواقع الأوروبي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا