06 يونيو 2024, 7:21 م
كثيرة هي التهديدات الروسية التي وصلت إلى واشنطن وحلفائها بعد قرارات نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى بالقارتين الأوروبية والآسيوية مقرونة بتلميحات تعطي الحق لكييف بضرب العمق الروسي، لكن عندما يأتي الرد من سيد الكرملين فلا بد للتصعيد أن يعرف طريقه مع رئيس يضع العقيدة النووية للكرملين أولًا ويُذكرُ دومًا بأنه لا يجب الاستخفاف بها.. فما هي هذه العقيدة ومتى تدق روسيا ساعة الصفر لتعلن بدء تطبيق بنودها؟
عاد الحديث عن تلك العقيدة بعدما جاء ذكرها على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اجتمع مع كبار محرري وكالات الأنباء الدولية على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي، حيث قال: "إن الغرب مخطئ إذا افترض أن روسيا لن تقدم أبدًا على استخدام الأسلحة النووية ولا ينبغي الاستخفاف بالعقيدة النووية للكرملين".
ففي عام 2020 وقع الرئيس بوتين مرسومًا يحمل عنوان "أسس سياسة الاتحاد الروسي في مجال الردع النووي"، والذي تم فيه تفسير العقيدة النووية الروسية وتوضيح بعض النقاط التي كانت مثارًا للجدل في السابق، ووفقًا للمرسوم فإن الردع النووي هو سياسية دفاعية يقتصر استخدام النووي فيها على المواقف التي تتعرض فيها روسيا للهجوم، كما يسمح المرسوم أيضًا بالاستجابة النووية في حال عدم كفاية القوات التقليدية الروسية لصد الهجمات أو في حال حصول روسيا على معلومات تؤكد عزم جهة ما إطلاق صواريخ باليستية تجاه أراضيها أو أراضي حلفائها، حيث ينطبق الردع النووي على جميع الدول النووية وحلفائها أيضًا.
خضع مصطلح العقيدة النووية لتغييرات متعددة تاريخيًا منذ حقبة الاتحاد السوفييتي حين كان يستند لمبدأ الانتقام الشامل، وصولًا إلى أعوام 2000 و 2010 و 2014 عندما أوضحت التعاريف الجديدة أن فكرة الضرر غير المقبول الذي تتوعد به روسيا أعداءها يتجاوز الفوائد التي يتوقع المعتدي الحصول عليها نتيجة لاستخدام القوة ضد روسيا.
وبالعودة إلى كلام بوتين وما يحدث على أرض الواقع فإن استمرار الدول الغربية بتزويد كييف بالأسلحة ما هي إلا إشارة لإعلان اتخاذ طريق معاكس لطريق السلام لا بد له أن يزيد من تقويض الأمن الدولي ويزيد من احتمالية اقتراب موعد تفعيل عقيدة الكرملين النووية.