محمد الرخا - دبي - الخميس 30 مايو 2024 07:06 مساءً - رأى تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، أن انعدام الأمن الاقتصادي، وسياسة الهجرة، وغياب مستقبل واضح ومبشر، اعتبارات أسهمت في نجاح اليمين المتطرف الأوروبي باجتذاب المزيد من شريحة الشباب.
وعلى الرغم من أن معظم جيل الألفية الشاب، وأولئك من هم دون الخمسين، ما زالوا يدعمون الأحزاب التقدمية مثل حزب الخضر، وفق خبراء، إلا أن استطلاعات الرأي تُظهر أن اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا، الذي كان ذات يوم خارج نطاق الشباب، يُحقق نجاحات.
وبحسب التقرير، في فرنسا يؤيد 36% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان، في حين يؤيد 31% من الشباب الهولندي حزب الحرية بزعامة فليدرز، الذي شكل حكومة تعد لـ "أصعب قانون لجوء على الإطلاق".
وفي الوقت نفسه، أظهر استطلاع حديث أن 22% من الألمان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و29 عامًا يدعمون حزب البديل من أجل ألمانيا، مقارنة بـ 12% في عام 2023؛ ولم يتمتع أي حزب آخر بمثل هذا الدعم في هذه الفئة العمرية.
ويؤيد العديد من الشباب الإسبان الأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل حزب فوكس، التي تصور نفسها على أنها متمردة ضد النظام؛ وهو ما يلقى استحسان جيل الألفية الجديد.
وتابع التقرير، أن "تأييد الشباب لليمين المتطرف، سوف يلوح بشكل كبير في انتخابات البرلمان الأوروبي، إذ سيدلي العديد من الشباب بأصواتهم لأول مرة".
وتشير استطلاعات الرأي الحالية، إلى أن ما يصل إلى ربع المقاعد في المجلس التشريعي الجديد ستذهب إلى اليمين الشعبوي، مقارنة بالخُمس في عام 2019.
وأكد التقرير، وفق خبراء، أن "الاتجاه المتزايد للشباب نحو الأحزاب اليمينية المتطرفة واضح في جميع أنحاء أوروبا، لكنهم بالمقابل يؤكدون أيضًا على أن هؤلاء الأشخاص لا يزالون أقلية".
وقال أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة برشلونة المستقلة، ستيفن فورتي، إن "الشباب ما زالوا أكثر عرضة للتصويت للأحزاب التقدمية".
وأضاف: "لا ينبغي لنا أن نفترض أن الشباب يصوتون في الغالب لصالح اليمين المتطرف".
لكن، وبحسب فورتي أيضًا، من الواضح أن الشعبويين يحظون بجاذبية وخاصة المحافظين المتشددين مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، برؤيته لعصر الخمسينيات الذهبي من الاستقرار السياسي والأسر التقليدية والتجانس العرقي.
وخلص التقرير إلى أن الشباب بدؤوا يقتنعون بشعار يردده اليمين المتطرف، وقد يكون الدافع وراء تصويتهم له في أي انتخابات قادمة؛ ألا وهو: " إذا لم تعد تتوقع أي شيء من المستقبل، فلماذا لا تنتخب الأشخاص الذين يعدون بالعودة إلى ماضٍ أفضل".