محمد الرخا - دبي - الخميس 30 مايو 2024 10:06 صباحاً - بين حقائق العلم وتضليل السوشيال ميديا، يتواصل مسلسل الجدل بشأن لغز بناء أهرامات الجيزة وما أسرارها وكيف صمدت آلاف السنين دون أن نتمكن من حل شفرتها؟
آخر حلقة في هذا المسلسل تتمثل في العديد من المنشورات التي غزت التواصل الاجتماعي أخيرا بحثا عن الترند، ويؤكد أصحابها أنهم توصلوا إلى سر بناء الهرم الأكبر "هرم خوفو"، زاعمين أن الأحجار التي شيد بها تحتوي على "نتوءات هواء" ما يعني أنها من صنع البشر، وليست طبيعية أو مقطوعة من الجبال.
وتزعم تلك المنشورات أن حجارة هرم "خوفو" مختلفة عن الهرمين الآخرين وهما "خفرع " و"منكاورع".
هرم خوفو متداولة
"خيالات وأكاذيب"
وينفي أشرف محيي الدين، خبير الآثار ومدير عام منطقة آثار الأهرامات، صحة تلك المنشورات، واصفا إياها بـ"الخيالات" و"الأكاذيب" التي لا تستند إلى أي منطق علمي.
وأكد "محيي الدين" في تصريح لوكالة " فرانس برس" أن الهرم الأكبر مشيد من الحجر الجيري المحلي، في حين كان مغطى قديما بالكامل بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة، وقد تم جلب أحجار الكساء من محاجر طرّة عن طريق مراكب تصل حتى الهرم.
وأشار إلى أن هذا ينطبق كذلك على هرمي خفرع ومنكاورع.
ويتفق معه في الرأي عالم الآثار والباحث في علم المصريات أحمد صالح، مشيرا إلى أن الملك خوفو بنى الهرم كمقبرة له، وأن مشروع البناء استغرق 20 عاما.
ويقول "صالح" إنه من المرجح أن يكون ابن عم الملك خوفو، والذي يدعى "حم-أيونو" هو الذي أشرف على بناء هذا الهرم البالغ ارتفاعه 146.5 متر، إلا أن عوامل التعرية واختفاء الهُريم الصغير، الذي كان يعلو قمته قلصت ارتفاعه فبات يبلغ اليوم 138.8 متر.
ويشير إلى أن هرم خوفو يضم أكثر من مليوني كتلة من الحجر الجيري، بالإضافة إلى نحو 8 آلاف طن من حجر الجرانيت، الذي أحضر من أسوان في صعيد مصر واستُخدم في غرفة دفن الملك خوفو.
ويلفت "صالح" إلى أن نظريات كثيرة حاولت تفسير كيف بُنيت الأهرامات منها نظريات تقول، إنه كانت هناك ممرات حلزونية داخل الهرم تُستخدم في رفع الأحجار إلى الأجزاء العلوية.