الارشيف / عرب وعالم

ضربات أوكرانية بسلاح أمريكي نوعي.. هل ستحدث فرقا على الجبهات؟

محمد الرخا - دبي - السبت 25 مايو 2024 06:03 مساءً - قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن القوات الأوكرانية ضربت مجمعا عسكريا روسيا في شبه جزيرة القرم، بصواريخ طويلة المدى قدمتها لها الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة، أن الضربة الصاروخية أصابت مركز اتصالات لقوات الدفاع الجوي الروسية في مدينة ألوشتا، بحسب مسؤول دفاعي أوكراني.

وأفادت قنوات التواصل الاجتماعي في شبه جزيرة القرم بوقوع عدة انفجارات في المدينة الساحلية، وأظهر مقطع فيديو انفجارًا كبيرًا، لكن لم يتسنّ على الفور تحديد مدى الضرر، بحسب الصحيفة.

وتقول الصحيفة إنه وبينما تكافح أوكرانيا لصد القوات الروسية على طول الجبهتين الشمالية والشرقية فقد سمح نظام الصواريخ التكتيكي ATACMS التابع للجيش الأوكراني بتهديد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، مع التركيز إلى حد كبير على أهداف عالية القيمة مثل أنظمة الدفاع الجوي الروسية، والمقاتلات النفاثة، والسفن الحربية.

وشددت الصحيفة على أن هذه الهجمات بعيدة المدى تشكل جزءًا أساسيا من استراتيجية أوكرانيا هذا العام لكسب الوقت لإعادة بناء جيشها، بعد أكثر من عامين من الحرب الطاحنة مع إضعاف قدرة روسيا على شن الحرب.

وتأتي هذه الضربات في الوقت الذي تتعرض فيه الخطوط الأمامية في شمال وشرق البلاد لضغوط من الهجمات الروسية المتزايدة.

وأفادت الصحيفة، أن أوكرانيا أوقفت التقدم هناك إلى حد كبير، في حين تتقدم القوات الروسية نحو الشرق ولكنها استولت على مدينة واحدة فقط، وهي أفدييفكا، هذا العام.

النظام الأمريكي الجديد والأهداف الروسية

وأشارت الصحيفة إلى أن نظام "ATACMS" بعيد المدى، الذي قدمته الولايات المتحدة لأول مرة في وقت سابق من هذا العام، قد ساهم في تعزيز نطاق وقيمة وعدد الأهداف الروسية التي يمكن لأوكرانيا مهاجمتها بشكل كبير.

كما وقدمت المملكة المتحدة وفرنسا العام الماضي صواريخ كروز بعيدة المدى يمكن إطلاقها من الطائرات الحربية، لكن إمدادات تلك الأسلحة لا تزال محدودة، وفقا للصحيفة.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن كييف استخدمت أيضًا طائرات بدون طيار منتجة محليًّا لضرب مصافي النفط والبنية التحتية للطاقة داخل روسيا، لكن حمولتها المحدودة تجعلها أقل فعالية ضد الأهداف العسكرية المحصنة، على الرغم من أنها ألحقت أضرارًا بالعديد من الطائرات الحربية الروسية في مطار في جنوب غرب روسيا الشهر الماضي، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين.

وأفادت الصحيفة، أن إدارة الرئيس جو بايدن منعت كييف من استخدام الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة، بما في ذلك نظام ATACMS، لضرب الأراضي الروسية وهو ما جعل شبه جزيرة القرم وهي نقطة انطلاق روسية مهمة للحرب، هدفا رئيسيا في الحرب.

خسائر روسية معلنة

وبينما أبلغ سكان القرم عن وقوع انفجارات وسماع أصوات أنظمة الدفاع الجوي التي تعمل ليلة الخميس، قال سيرغي أكسيونوف، المسؤول الذي عينته روسيا في شبه جزيرة القرم، إن الصواريخ الأوكرانية قتلت اثنين من "المارة"، وتم تدمير "ممتلكات تجارية فارغة"، فيما لم يعلق على وقوع أي ضرر لحق بمركز اتصالات ألوشتا.

ونقلت الصحيفة عن مارك كانسيان، ضابط المدفعية السابق في مشاة البحرية الأمريكية الذي يعمل حاليا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قوله، "إن أوكرانيا ستركز على الأرجح على الضربات العميقة بينما تحاول إعادة بناء القوة البشرية، على أمل شن هجوم مضاد أكثر قوة العام المقبل".

وأضاف "أن شبه جزيرة القرم كانت هدفًا جذابًا؛ لأنها تضم وفرة من المنشآت العسكرية الثابتة - مثل المطارات والموانئ - التي لا يمكن تمويهها أو نشرها بسهولة".

وتقول الصحيفة، إن محللي المخابرات الغربية يعتقدون أن أوكرانيا دمرت مرتين جسر كيرتش، الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، مما دفع روسيا إلى التوقف عن استخدامه للشحنات العسكرية؛ لأنها تخشى وقوعها في مرمى النيران الأوكرانية .

الأوكرانيون غير قادرين على الاشتباك

وأفادت الصحيفة أنه وبدلًا من ذلك، فإن القوات الروسية تقوم بنقل الإمدادات عن طريق السكك الحديدية عبر "الأجزاء المحتلة" الأخرى من أوكرانيا.

وكانت أوكرانيا تأمل في أن تساعد صواريخ ATACMS في تعطيل الروس وإضعاف قدرتهم على الحفاظ على دفاعاتهم على الخطوط الأمامية، مما يمكِّن أوكرانيا من تحقيق اختراق في هجوم مضاد عام 2023 يهدف إلى توجيه ضربة حاسمة لموسكو.

وفي الولايات المتحدة، يضغط بعض أعضاء الكونغرس على إدارة بايدن للسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS وغيرها من الأسلحة الأمريكية الصنع على الأراضي الروسية.

ويقول محللون عسكريون، إن الحظر المفروض على القيام بذلك أعاق جهود أوكرانيا لوقف غزو موسكو الأخير لمنطقة خاركيف الشمالية الشرقية.

Advertisements