الارشيف / عرب وعالم

الغارديان: تقدم روسيا في خاركيف دليل على وجود ثغرات في دفاعات أوكرانيا

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الجمعة 17 مايو 2024 03:03 مساءً -  قالت صحيفة "الغارديان"، إن الهجوم الذي شنته روسيا مؤخرًا شمال وغرب مدينة خاركيف، والذي توقعته أوكرانيا وأجهزة الاستخبارات الغربية، يسلط الضوء على نقاط الضعف الكبيرة في دفاعات كييف.

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من التحذيرات، تقدمت القوات الروسية حوالي أربعة أميال في نقاط متعددة في غضون خمسة أيام، مما أثار المخاوف بشأن استعداد أوكرانيا.

الدفاعات الأوكرانية مفقودة

 وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آذار إلى نية إنشاء "منطقة صحية" على طول الحدود الأوكرانية، وأكد على ذلك وزير الخارجية سيرغي لافروف في نيسان، حيث سلط الضوء على أهمية خاركيف الإستراتيجية حيث كانت المنطقة تعاني من تفجيرات أدت إلى تعطيل محطتين لتوليد الطاقة.

وفي الوقت نفسه، قامت روسيا ببناء مجموعتها الشمالية من القوات، التي يقدرها معهد دراسة الحرب (ISW) بنحو 30 ألف جندي، في منطقة بيلغورود.

 وقبل يومين من الهجوم، أعلن حاكم خاركيف الإقليمي عن حشد كبير للقوات الروسية. 

كما نبهت المخابرات الدفاعية البريطانية القيادة الأوكرانية بشأن الهجوم الوشيك، ومع ذلك فعندما عبَر ما بين 5000 إلى 10000 جندي روسي الحدود عند النقاط الرئيسة، يوم الجمعة الماضي في الساعة الخامسة صباحًا، تبيّن أن الدفاعات الأوكرانية كانت مفقودة.

بدوره، أشار القائد الأوكراني دينيس ياروسلافسكي إلى عدم وجود تحصينات وألغام في فوفشانسك، على بعد أقل من 40 ميلًا شمال غرب خاركيف.

كما أفاد أحد المحاربين القدامى الأوكرانيين أن الوحدات لم تكن مستعدة، وأن الدفاعات متمركزة بشكل غير صحيح.

وبحلول منتصف الأسبوع، كان القتال قد وصل إلى فوفشانسك والقرى الواقعة شمال ليبتسي، على بعد حوالي 20 ميلًا من خاركيف، التي يسكنها 1.3 مليون شخص. 

وتهدف روسيا وفقا للصحيفة إلى وضع خاركيف ضمن نطاق المدفعية، واستئناف القصف الذي هدد المدينة آخر مرة في أيلول 2022.

 وأكدت الصحيفة أن هذا التقدم السريع يعد أحدث انتكاسة لأوكرانيا في عام 2024، فقد عززت روسيا قوة هجومها إلى 510 آلاف جندي واستغلت نقص أوكرانيا في الدفاع الجوي والذخائر، واستولت على أفدييفكا في شباط، وأنشأت رأس جسر شمال غربها في نيسان.

وفي أيار، كثفت روسيا تهديداتها لمنطقة خاركيف، بهدف ترهيب السكان.

و شنت روسيا منذ آذار حملة دعائية عبر الإنترنت لإثارة قلق سكان خاركيف، حيث نصحت قنوات "تليغرام" الموالية لروسيا في نيسان، سكان خاركيف وسومي بالاستعداد للقتال ونشرت خطط إخلاء كاذبة.

وأكدت "الغارديان" أن التحديات العسكرية التي تواجهها أوكرانيا تفاقمت بسبب التأخير الذي دام أربعة أشهر في إمدادات الأسلحة الأمريكية، والذي لم يتم حله إلا مؤخراً بحزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار من الكونغرس. 

وكافحت الدول الأوروبية أيضًا لزيادة إنتاج الأسلحة، ولمواجهة النقص في القوى العاملة خفّضت أوكرانيا الحد الأدنى لسن التجنيد من 27 إلى 25 عاما.

من جانبه، لاحظ جاك واتلينج، خبير الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن روسيا تتغلب على قيودها العسكرية من خلال تعظيم ميزة ذخائرها.

وبيّن الخبير للصحيفة أنه يمكن للدفاعات الصاروخية أرض-جو المتضائلة في أوكرانيا أن تردع الطائرات الروسية، لكنها غير فعالة ضد طائرات الاستطلاع بدون طيار مثل أورلان-10، التي تراقب الآن خاركيف وزابوروجي بشكل منتظم.

 ومنذ أواخر آذار/مارس، قصفت روسيا خاركيف باستخدام قنابل جوية تُطلق من الجو، حيث أصيب أربعة أشخاص، الثلاثاء، في هجوم على شمال المدينة.

الاستيلاء على المدينة

وطلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بطاريتي باتريوت للدفاع الجوي بقيمة مليار دولار من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للدفاع عن خاركيف.

 ويفسر المحللون النكسات التي تعرضت لها أوكرانيا من خلال تسليط الضوء على الديناميكيات الدفاعية الصعبة في المنطقة.

دمار مدينة خاركيف الأوكرانية رويترز

من جانبه، أشار جورج باروس من معهد دراسة الحرب "ISW" إلى أن أوكرانيا، الممنوعة من استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب روسيا، لا تستطيع الدفاع عن الحدود بشكل فعال، الأمر الذي يسمح  لروسيا بحشد قواتها بشكل آمن على الرغم من هذه التحديات.

و أكد العميد الأوكراني الجنرال أولكسندر ياكوفيتس، أنه تم إعداد تحصينات أقوى في خطَّي الدفاع الثاني والثالث.

 ويرى المحللون أنه على الرغم من أن روسيا تعهدت بنشر ما يصل إلى 50 ألف جندي في منطقة خاركيف، إلا أنهم  يعتقدون أن هذه القوة غير كافية للاستيلاء على المدينة.

وختمت الصحيفة بالقول، إن المعركة الحالية تمثل تكتيكًا لتشتيت الانتباه يهدف إلى إضعاف الدفاعات الأوكرانية في دونباس، وربما إخلاء خاركيف من خلال القصف.

Advertisements