محمد الرخا - دبي - الجمعة 17 مايو 2024 10:10 صباحاً - أكد محللون ومختصون في الشأن السياسي، أن هناك ثلاثة سيناريوهات للحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، لاسيما بعد وصول مفاوضات التهدئة التي يقودها وسطاء دوليون وإقليميون إلى طريق مسدود.
وبحسب الخبراء، فإن السيناريو الأول يتمثل في الدخول بجولة قتال جديدة هي الأعنف منذ بدء الحرب على غزة، والثاني يتمثل في التوافق على هدنة مؤقتة في إطار صفقة تبادل على غرار ما حدث العام الماضي، أما السيناريو الثالث فيتمثل في اتفاق طويل الأمد، وهو ما يحتاج لاختراق كبير بمفاوضات التهدئة.
وحمل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مسؤولية الجمود الحالي في مفاوضات وقف إطلاق النار لإسرائيل، مؤكدًا تمسك حماس بمطالبها المتعلقة بإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة بشكل دائم في أي اتفاق.
وقال هنية، في خطاب تلفزيوني: "الاحتلال الإسرائيلي أدخل تعديلات على المقترح، وضعت المفاوضات في طريق مسدود، والحركة مصممة على مواصلة مساعيها لوقف هذا العدوان الغاشم بكل الطرق والوسائل الممكنة".
أخبار ذات صلة
هنية: تعديلات إسرائيل على مقترح الهدنة أوصلت المفاوضات لطريق مسدود
جولة قتال جديدة
ومن المرجح أن تتسبب حالة الجمود التي تشهدها المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بدخول طرفي النزاع في جولة قتال جديدة هي الأعنف، ما سيؤدي إلى تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة رفح والمنطقة الوسطى.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "الحالة الراهنة بالمفاوضات تمثل مؤشرًا قويًا على نية إسرائيل تصعيد عملياتها العسكرية ضد حماس والفصائل المسلحة في غزة"، مبينًا أن المماطلة الإسرائيلية بالمفاوضات تؤكد نية تل أبيب تنفيذ هذا السيناريو.
وقال صباغ، في حديث لـ"الخليج الان"، إن "ذلك متناسق مع هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمثل في إطالة أمد الحرب، وعدم التوصل لاتفاق مع حماس، وإجبار الحركة على تسليم الرهائن والمحتجزين تحت وتيرة الضغط العسكري".
وأشار إلى أن "ذلك سيكلف العالم والمنطقة خسائر فادحة، خاصة أن هذا السيناريو سيكون السبب في وجود أطول حرب ستؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الإقليمي"، مؤكدًا أن إسرائيل ستكون تحت وطأة الانتقادات الدولية والإقليمية.
أسرى إسرائيليون أفرجت عنهم حركة حماس في نوفمبر/تشرين الأول الماضي خلال صفقة تبادل مع إسرائيل رويترز
هدنة مؤقتة
أما السيناريو الثاني، فيتمثل في التوصل لهدنة مؤقتة بين حماس وإسرائيل برعاية الوسطاء الدوليين والإقليميين، وهو الأمر الذي يحتاج إلى ضغوط أمريكية وإقليمية هائلة من أجل قبول الطرفين باتفاق من هذا النوع.
وحول هذا السيناريو، يؤكد المحلل السياسي، أسعد غانم، أن "الهدنة المؤقتة مقترح يلقى رفضًا من حماس، التي لا ترغب في تكرار الخطأ ذاته الذي وقعت به في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ لم تحقق التهدئة المؤقتة في حينه أي مكاسب للحركة".
وأوضح غانم، في حديث لـ"الخليج الان"، أن "حماس تتخوف من هذا الخيار، لأنها تدرك المكاسب التي ستحققها إسرائيل والحكومة اليمينية منه"، مبينًا أن أي جولة قتال بعد انتهاء الهدنة المؤقتة ستكون أعنف من الجولات السابقة.
وأضاف أن "إسرائيل استغلت هدنة نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في إعادة تموضعها داخل مختلف مناطق القطاع، وتجهزت عسكريًا لاجتياح خان يونس، وهو ما أدى لتدمير المدينة بشكل شبه كامل"، مبينًا أن قادة حماس غير مستعدين لتكرار الخطأ ذاته.
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يتحدث إلى الجنود في ميدان الحربد ب أ
اتفاق شامل
ويتمثل السيناريو الثالث، الذي تشير بعض التقديرات إلى أنه مستبعد في الوقت الراهن، في التوصل لاتفاق شامل طويل الأمد بين الجانبين، يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وصفقة تبادل أسرى ومحتجزين، وهو الأمر الذي يبدو مستحيلًا حاليًا.
ويواجه مثل هذا السيناريو رفضًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشركائه بالائتلاف الحكومي، الذين لا يرغبون بإنهاء الحرب والتوصل لاتفاق مع حماس، ويطالبون بإنهاء حكم الحركة في غزة، وفق المحلل السياسي سهيل كيوان.
وقال كيوان، في حديث لـ"الخليج الان"، إن "القادة السياسيين في إسرائيل يرفضون اتفاقًا دائمًا مع حماس، ويعملون على عرقلة أي جهود تمكن من وقف دائم لإطلاق النار في غزة"، مبينًا أن حكومة نتنياهو معنية باستمرار الحرب لأشهر طويلة.
وأوضح كيوان أن "السيناريو الأقرب للتحقق في الوقت الحالي يتمثل في الدخول بمواجهة عسكرية قوية هي الأعنف بين حماس وإسرائيل، تشمل مختلف المناطق، وتتركز بمدينة رفح جنوبًا"، لافتًا إلى أن هناك توافقًا إسرائيليًّا على المضي قدمًا بالحرب.