محمد الرخا - دبي - الخميس 16 مايو 2024 10:10 مساءً - تشهد أحياء مخيم جباليا شمالي قطاع غزة تجددًا للمعارك المحتدمة بين حماس والجيش الإسرائيلي، إثر هجوم بري نفذه الأخير على المخيم، وأثار تصدي مقاتلي حماس والفصائل الفلسطينية، تساؤلات حول نجاح الحركة بترميم قوتها العسكرية بعد 7 أشهر من الحرب.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، قولهم، إن "حماس أعادت تنظيم صفوفها شمالي القطاع، بعد أشهر من إعلان الجيش الإسرائيلي نزع سلاح الحركة هناك"، مؤكدين أنه "بعد انسحاب القوات من القطاع، الشهر الماضي، أعادت "حماس" تنظيم نفسها في نقطة الشمال".
أخبار ذات صلة
مقتل وجرح 20 جنديًا إسرائيليًا إثر تفجير مبنى مفخخ في جباليا
فشل إسرائيلي
ورأى الخبير في الشأن العسكري واصف عريقات، أن "العملية العسكرية الإسرائيلي بمخيم جباليا تشير إلى فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على القوة العسكرية لحماس بغزة وشمالها، وأنه يحتاج لسلسلة من العمليات لتحقيق ذلك".
وأوضح عريقات لـ"الخليج الان"، أن "مخيم جباليا كان ساحة لأعنف مواجهة بين إسرائيل وعناصر حماس المسلحة منذ بداية الحرب، وأن الانسحاب منه جاء إثر تقديرات أمنية وعسكرية إسرائيلية خاطئة فيما يتعلق بالقضاء على قدرات حماس العسكرية في المخيم".
وأضاف: "إسرائيل تدرك أن جباليا وشمال القطاع يمثلان مخزونًا عسكريًا إستراتيجيًا لحماس وجناحها العسكري والفصائل المسلحة في غزة، وهو ما يدفعها للعمل ضد البنى العسكرية الموجودة في الشمال أكثر من مرة".
وأشار عريقات، إلى أن "شمال القطاع، نظرًا لقربه من العمق الإسرائيلي، فإن الجناح المسلح لحماس عمل على مدار سنوات طويلة على تطوير قدراته العسكرية فيه، وتطوير مخزونه من الأسلحة، وهو ما يُصعّب مهمة الجيش الإسرائيلي في القضاء على القوة العسكرية بأحيائه".
وتوقع أن "يعمل الجيش الإسرائيلي على تنفيذ سلسلة من الهجمات المباغتة ضد المخيم، بين الحين والآخر، لضمان نجاحه في القضاء على القدرات العسكرية فيه، الأمر الذي سيدفعه لإطالة أمد الحرب في غزة لأشهر، وربما سنوات".
وزاد: "حماس بدورها تعمل على استغلال الانسحاب الإسرائيلي المؤقت من مناطق في شمال القطاع لترميم قدراتها العسكرية، وإعادة التموضع والسيطرة على غزة وشمالها".
أخبار ذات صلة
محللون لـ "الخليج الان": عودة القتال في جباليا والزيتون لعرقلة هدنة غزة
جولات من القتال
ورأى الخبير في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي، أن "إسرائيل معنية منذ بداية الحرب بخوض جولات من القتال ضد الجناح المسلح لحماس بمختلف المحاور ما يؤدي لإطالة أمد الحرب".
وقال الشرقاوي لـ"الخليج الان"، إن "ذلك يأتي في إطار مخطط إسرائيلي للقتال ضد حماس لأطول فترة ممكنة، ما يحقق لإسرائيل هدفها الإستراتيجي المتعلق بإعادة احتلال قطاع غزة وتدميره".
وأضاف: "إسرائيل ستعمل على تعزيز وجودها العسكري في غزة من خلال العمليات الخاطفة، والتي ستستهدف مختلف مناطق القطاع، وأن ذلك سيكون سببًا رئيسًا في بقاء القطاع بحالة حرب تستمر لسنوات طويلة".
وبحسب الخبير العسكري، فإن "إسرائيل تعمل على تكرار نموذج الضفة الغربية بقطاع غزة، لكن بوتيرة قتال أقوى وأعنف"، مشددًا على أن المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية تدرك أن القضاء على قوة حماس العسكرية يحتاج لسنوات.
وتابع: "حتى الآن لم تنجح إسرائيل في القضاء على القدرات العسكرية لحماس، وبالرغم من خسارة حماس الكثير من قوتها ومقدراتها، إلا أنها لديها القدرة على مواصلة القتال ضد إسرائيل لفترة من الزمن تمكنها من الصمود أيضًا بمفاوضات التهدئة".