الارشيف / عرب وعالم

الجزائر.. سحر الطبيعة وأنشودة التاريخ في مدينة البهجة والنوارس (فيديو إرم)

محمد الرخا - دبي - السبت 11 مايو 2024 10:06 صباحاً - كلوحةٍ خلابةٍ تتجلّى بنورها المتأتّي من بياض ولمعان عماراتها ومبانيها، فيُخيّل للناظرِ أنها ترتفع عن سطح البحر، هكذا استحقّت في عيون أهلها أن تكون "البهجة".. "المحروسة".. و"الجزائر البيضاء". المسمّيات الحالية لمن كان يُطلق عليها في عهد الرومان "إكوزيوم".. كلمة من مقطعين، " إ " وتعني جزيرة و" كوزيوم" ويقصد بها النوارس، لتكون في النهاية "مدينة النوارس".

تسمياتٌ تتسابق لتترجم سحر المدينة التي تعانق الجبال مطلّةً على البحر، تبوح له بـ "خلطتها السريّة" لأعرق الحضارات.

فالروايات التاريخية الأكثر تداولاً تُعيد تاريخ تأسيسها إلى القرن السادس قبل الميلاد على يد الفينيقيين، تماشياً مع استراتيجيتهم في السيطرة على أبرز خطوط التجارة في العالم القديم، لا سيما تجارة الرقيق والذهب المجلوب من السودان، وتجارة القصدير والفضة في شبه الجزيرة الإيبرية، وهو الهدف الذي يضمنه موقع المدينة من الناحية الجغرافية والأمنية واللوجستية.

وهكذا كانت المدينة في نسختها البسيطة الأولى عبارة عن ميناءٍ تتزوّد فيه السفن بالوقود، وترتاح في رحلتها بين الشرق والغرب.

أما اسمها العربي فقد ظهر لاحقاً "جزائر بني مزغنة" القبيلة المستقرة فيها آنذاك، أما "جزائر" فسميت على خلفية وجود أربع جزائر، أي "جزر"، مقابلة لساحل البحر المتوسط.

وهو الاسم الذي ورد في كتاب "صورة الأرض" لعالم الجغرافيا العربي أبي القاسم بن حوقل النصيبي، الذي عاش في القرن العاشر الميلادي.

إلا أنَّ مدينةً كالجزائر لا تنتظر كتب التاريخ لتثبت أصالتها، فهناك شواهد لا تزال حيّة للعيان، ولا تقبل الشكّ في عراقة المدينة وسجلها النابض بالتاريخ والحكايات.

وحي "القصبة" المليء بالقلاع والحصون المشيدة فوق هضبة تطل على ساحل البحر أحدُها، صنّفته "اليونيسكو" ضمن قائمتها للتراث العالمي عام 1992. فالطُّرز المعمارية في أبنيته وقصوره وأزقته تشير إلى حقبٍ زمنية متنوعة، ودروبه المتداخلة كالمتاهة تعصى على الغريب، حتى لا يكاد يستطيع الخروج منها بمفرده.

Advertisements