الارشيف / عرب وعالم

ما رسائل بوتين من وراء قراره بإجراء مناورات نووية؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - السبت 11 مايو 2024 02:21 صباحاً - يتواصل التصعيد بين الرئيسين الفرنسي والروسي بسبب الحرب الأوكرانية، فبينما هدد ماكرون بإرسال قوات غربية إلى كييف، لوّح بوتين بمناورات نووية رداً على تلك التهديدات.. فهل ينفذ وعيده؟

وطلب الرئيس الروسي إجراء مناورات نووية مع قوات متمركزة بالقرب من الأراضي الأوكرانية؛ ردا على التصريحات والتهديدات الاستفزازية الموجهة ضد روسيا من قبل بعض المسؤولين الغربيين.

وقال أستاذ العلوم السياسية الفرنسي من جامعة "إيكس" مارسيليا المتخصص في الشأن الروسي، رولاند لومباردي، في تصريحات لـ"الخليج الان"، إنه رسميًا لا توجد قوات فرنسية في أوكرانيا، لكننا نعلم جميعًا اليوم أن هناك أفرادًا من القوات الخاصة الفرنسية أو "مرتزقة" بناءً على أوامر لتدريب القوات الأوكرانية وتقديم المشورة والدعم لها، وهو ما يقلق موسكو.

وأضاف أنه من الواضح أن معظم الدول الأوروبية، وكذلك الولايات المتحدة، نأت بنفسها عن تصريحات ماكرون بإمكانية إرسال قوات لأوكرانيا، حتى لو اتخذ البعض منذ ذلك الحين خطوة في اتجاهه في مواجهة الاندفاع الروسي على الجبهة الشرقية.

وفي خطابه الذي ألقاه أمام العرض العسكري التقليدي في الساحة الحمراء للاحتفال بـ"يوم النصر" في روسيا، جدد بوتين التهديد النووي، الذي ذكره الكرملين بالفعل في بداية الأسبوع، بعد أن فعل ذلك عدة مرات منذ العملية العسكرية ضد أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.

وأكد بوتين أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها لتجنب مواجهة عالمية، ولكن في الوقت نفسه لن تسمح لأحد بالتهديد. كما أضاف أن القوات الاستراتيجية في حالة تأهب دائما، في إشارة إلى الترسانة النووية الروسية.

بوتين خلال جولة في موقع عسكريأ ف ب

العقيدة النووية الروسية

وأشار لومباردي إلى أنها ليست المرة الأولى التي تجري فيها موسكو مثل هذه التدريبات؛ ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أعلنت روسيا أن فلاديمير بوتين أشرف على إطلاق الصواريخ الباليستية خلال مناورات عسكرية تهدف إلى محاكاة "ضربة نووية ضخمة" رداً على موسكو.

وتابع أنه خلال هذه التدريبات، تم إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من نوع "إيارس" من قاعدة بليسيتسك الفضائية شمالي روسيا، وصاروخ باليستي آخر من طراز "سينيفا" من غواصة في بحر بارنتس.

ووفقاً له، فقد تم الإعلان عن المناورات في اليوم نفسه الذي وافق فيه مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي على إلغاء التصديق على معاهدة حظر التجارب النووية.

ولفت لومباردي إلى أنه منذ بداية الصراع في أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، كان الرئيس الروسي يلوّح بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية. كما نشرت روسيا أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، أقرب حليف لها وجارة الاتحاد الأوروبي، خلال صيف عام 2023.

وفي مارس/ آذار، أشاد بوتين، في مقابلة مع التلفزيون الروسي، بالتسلح النووي لبلاده، بل ذهب إلى حد الحكم على أنها "أكثر تقدماً" من ترسانة الولايات المتحدة، وأكد أن ترسانتها "جاهزة" دائماً لحرب نووية.

وللتذكير، فإن روسيا والولايات المتحدة هما أكبر قوتين نوويتين في العالم، إذ تسيطر الدولتان على أكثر من 90% من الأسلحة النووية في العالم.

ومع ذلك، تنص العقيدة النووية الروسية على استخدام "دفاعي صارم" للأسلحة الذرية، في حالة الهجوم على روسيا بأسلحة الدمار الشامل، أو في حالة العدوان بأسلحة تقليدية "تهدد روسيا".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بإجراء تدريبات نووية "في المستقبل القريب" بمشاركة قوات متمركزة بالقرب من أوكرانيا.

وقالت الوزارة، في بيان: "خلال التدريبات، سيتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات للتدريب على إعداد واستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية"، مضيفة أن الإجراء اتخذ "بناءً على تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة في الاتحاد الروسي"، أي فلاديمير بوتين.

وستشمل التدريبات القوات الجوية والبحرية وقوات من المنطقة العسكرية الجنوبية، التي تتمركز بالقرب من أوكرانيا، وتغطي بشكل خاص المناطق الأوكرانية التي تدّعي موسكو أنها ضمّتها، ولم يتم تحديد موعد ومكان هذه التدريبات.

صاروخ باليستي روسي عابر للقارات خلال عرض بالساحة الحمراء

صاروخ باليستي روسي عابر للقارات خلال عرض بالساحة الحمراءرويترز

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "إن هذا التدريب يهدف إلى الحفاظ على استعداد الجيش لحماية البلاد، ويأتي ردًّا على تصريحات "ممثلين غربيين"، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن احتمال إرسال جنود من حلف شمال الأطلسي.

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن هؤلاء القادة "تحدثوا عن الرغبة وحتى النية في إرسال وحدات مسلحة إلى أوكرانيا، أي لوضع جنود الناتو في مواجهة الجيش الروسي".

وأكد ماكرون، أخيرًا، أن إرسال قوات غربية على الأرض ليس مستبعدًا إذا اخترقت موسكو "الخطوط الأمامية" الأوكرانية، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية.

Advertisements