محمد الرخا - دبي - الخميس 9 مايو 2024 10:06 مساءً - نظرًا لطبيعتهم المزدوجة في كثير من الأحيان، قد يكون من الصعب التعرف على المرضى النفسيين، لكن دراسة جديدة بيَّنت أن النظر إلى حركة رأس المرأة أثناء المحادثة، يمكن أن يكون بمثابة علامة على مرضها النفسي.
وباستخدام خوارزميات تتبع الرأس، حلل الخبراء في نيو مكسيكو تسجيلات النساء اللاتي تجري الشرطة مقابلات معهن، ووجدوا أن أكثر المرضى النفسيين بينهن أبقين رؤوسهن ثابتة تمامًا.
وقد يكون الموقف الثابت تكتيكًا يستخدمه المرضى النفسيون لإخفاء الأدلة المحتملة حول شخصيتهم أو نواياهم التي تظهرها لغة الجسد.
الدراسة الجديدة تدّعي أنها أول دراسة تربط بين النساء السيكوباتيات والتواصل غير اللفظي، وقادها باحثون في قسم علم النفس بجامعة نيو مكسيكو في ألبوكيرك.
وقالوا: "تمثل السلوكيات غير اللفظية (أي ديناميكيات الرأس) شكلاً مهمًا من أشكال التواصل، لكنه لم يحظَ بالدراسة الكافية، وقد يعزز قدرتنا على اكتشاف أشكال معينة من الأمراض النفسية، بما في ذلك الاعتلال النفسي".
وأضافوا: "نعتقد أن نتائجنا تساعد بتحديد نمط فريد من ديناميكيات الرأس المميزة للنساء اللاتي يسجلن درجات عالية من الاعتلال النفسي، وعلى وجه التحديد، يظهرن وضعية رأس أكثر ثباتًا أثناء المقابلة السريرية".
وبشكل عام، يُظهر الأشخاص الذين يوصفون بالمرضى النفسيين سمات، مثل: السلوك المعادي للمجتمع، والكذب، وعدم المسؤولية، وعدم الندم أو التعاطف، وبالفعل، أظهرت الدراسات أن الرجال السيكوباتيين لديهم "أنماط فريدة من التواصل غير اللفظي"، بما في ذلك وضعيات الرأس الثابتة أثناء المقابلات.
ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كانت "الأنماط المماثلة لديناميكيات الرأس" تُظهر أيضًا لدى النساء اللاتي يسجلن درجات عالية من السمات السيكوباتية.
وتوصل الباحثون إلى أنه كلما انخفض مستوى حركة الرأس، سجل النزلاء درجات أعلى في تقييم الاعتلال النفسي.
ونظرًا لأن الاعتلال النفسي "يتنبأ بشكل كبير بعودة ارتكاب الجرائم في المستقبل" لدى كل من النساء والرجال، فقد تكون النتائج مهمة لضباط السجون.
وفي المقابلات التي أجرتها الشرطة، كانت السجينات اللاتي يحافظن على رؤوسهن ثابتة أكثر عرضة للعودة إلى ارتكاب الجرائم، على الرغم من أن إثبات ذلك يتطلب المزيد من الدراسة.
أحد قيود الدراسة هو أن المشاركين كانوا مجرد سجناء، لذلك لا يعرف الفريق البحثي مدى تأثير بيئة السجن على سلوك المشاركين، لاسيما أن التقاط إشارات التواصل غير اللفظي، مثل ديناميكيات الرأس، في بيئة بحثية قد لا يعكس بالضرورة تلك التي تظهر خلال التفاعلات اليومية.
وكشف الدكتور جليل محمد أحد كبار الأطباء النفسيين في المملكة المتحدة عن 5 سمات شخصية غالبًا ما يظهرها المرضى النفسيون، أولها عندما يتعلقون بالآخرين، أو إن كان لديهم الكثير من العلاقات قصيرة الأمد، أو يفتقرون إلى التعاطف، فقد يكونون مختلين عقليًا.
وأضاف أن المرضى النفسيين غالبًا ما يكون لديهم مزاج قصير جدًا، ويظهرون علامات في مرحلة الطفولة مثل العنف تجاه الحيوانات، والأطفال الآخرين.
وأوضح أن "وجود واحدة فقط من هذه السمات لا يجعل الشخص مريضًا نفسيًا، ولكنها سمات معترف بها لدى المرضى النفسيين والتي يمكن أن تؤدي إلى تصنيف الاعتلال النفسي".