الارشيف / عرب وعالم

استطلاع: 48% من الفرنسيين لا يعرفون شيئًا عن انتخابات البرلمان الأوروبي

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الخميس 9 مايو 2024 07:10 مساءً - وسط احتفالات فرنسا بـ"يوم أوروبا"، اليوم الخميس، كشف خبراء سبب عزوف الفرنسيين عن انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر إجراؤها، في يونيو/حزيران المقبل، في وقت أظهر فيه استطلاع للرأي أجراه معهد "أيفوب" لدراسات الرأي العام، أن 48% من الفرنسيين لا يعرفون شيئًا عن انتخابات البرلمان الأوروبي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد كشف، في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن نتائج استطلاع "يوروباروميتر"، التي أظهرت أن 47% من الفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع لا يعرفون موعد الانتخابات الأوروبية، التي ستنظم في فرنسا، في 9 يونيو/حزيران المقبل.

وفي ديسمبر/كانون الأول العام 2021، أفاد استطلاع رأي أوروبي نشره معهد "فيا فويس" لدراسات الرأي العام، بأن 23% فقط من الفرنسيين يعرفون اسم ودور رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وقال 22% إنهم سمعوا عنها، فيما أفاد 48% بأنهم لا يعرفون عنها شيئًا.

وذكرت عضو البرلمان الأوروبي ورئيسة قائمة الأغلبية الرئاسية (حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون) في انتخابات، يونيو/حزيران المقبل، فاليري هاير، أن "هذا الافتقار لفهم المؤسسات الأوروبية يثير "مسألة مدنية وسياسية أوروبية".

وقالت النائبة البرلمانية من حزب الخضر، إن القلق يكمن في غياب ذكر القضايا الأوروبية خارج المواعيد الانتخابية، معربة عن أسفها بفوات أوان بدء الحديث عن أوروبا في وقت الانتخابات.

ويتفق المختصون والنواب الأوروبيون على أن النظام المدرسي الفرنسي يتحمل نصيبه من المسؤولية.

الأستاذة في الجامعة الكاثوليكية في مدينة لوفان البلجيكية، فيرجيني فان إنجيلجوم، أوضحت أنه يتم التدريس عن الاتحاد الأوروبي في فرنسا بشكل أقل بكثير، مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

ولفتت إنجيلجوم، في تصريح لـ"الخليج الان"، إلى أن الموضوع حاضر في البرنامج لطلبة السنة الثالثة من خلال دورة جغرافية بعنوان "فرنسا والاتحاد الأوروبي"، وفصل تاريخي يسمّى "تأكيد المشروع الأوروبي وتنفيذه".

وتابعت: "لكن هذا لا يتم اتباعه في المناهج الدراسية، ويسقط في غياهب النسيان".

وفي مارس/آذار العام 2022، قدمت لجنة الثقافة والتعليم في البرلمان الأوروبي تقريرًا حول نشر التدابير لصالح التربية المدنية.

وقالت إنها "تشعر بالقلق إزاء الاهتمام المحدود بالجوانب الأوروبية والعالمية للمواطنة في المناهج المدرسية الوطنية".

واستنكرت إنجيلجوم ميل النظام المدرسي الفرنسي إلى تفضيل قراءة أداء الاتحاد الأوروبي من خلال المصالح الوطنية وغير الأوروبية، موضحة أنه "يتم تدريس أوروبا باستخدام المصطلحات الوطنية، ونحن نتعلم الاتحاد الأوروبي من منظور فرنسا".

وأشار أستاذ العلوم السياسية والتاريخ، سيلفان كان، إلى أن "العرض الأكثر إشكالية هو أن الاتحاد الأوروبي قد يبدو غير عادي بالنسبة لبعض المواطنين الفرنسيين بسبب وظيفته السياسية".

وأضاف كان، في تصريح لـ"الخليج الان"، أن "هناك خصوصية في الثقافة الفرنسية مع النظام شبه الرئاسي، حيث يتمتع رئيس الدولة بسلطة قوية في ظل الجمهورية الخامسة".

وتابع كان: "على العكس من ذلك، داخل الاتحاد الأوروبي، يتم تقاسم السلطة بشكل أكبر بين المؤسسات المختلفة التي يتكون منها، وأبرزها البرلمان الأوروبي"، وخص بالذكر المعاملة الإعلامية للاتحاد الأوروبي.

وأوضح أنه بالإضافة إلى التعليم، تتحمل وسائل الإعلام أيضًا بعض المسؤولية عن هذا النقص في الوعي.

انتخابات البرلمان الأوروبيAP

ووفق دراسة أجرتها مؤسسة "جان جوريس"، ونُشرت، في يونيو/حزيران العام 2023، تم تخصيص 2.6% فقط من الأخبار التلفزيونية والموضوعات الإذاعية من اللجنة التي شملتها الدراسة للقضايا الأوروبية بين عامي 2020 و2022.

ولفتت أليس روسيل، مديرة المشروع في مؤسسة "كريستيل"، وهي جمعية تعمل على الترويج لأوروبا والمواطنة الأوروبية، إلى إن "هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به، بدءًا من أن نشرح للفرنسيين غرض البرلمان الأوروبي، فهو يتمتع بصلاحيات مشابهة جدًا لسلطات البرلمان الوطني، وهو يعيد صياغة النصوص التي اقترحها الأوروبيون بعمق في المفوضية قبل التصويت عليها، أو رفضها، كما أنه يسيطر على المؤسسات الأخرى، بما في ذلك المفوضية الأوروبية، ويعتمد الميزانية".

وأضافت روسيل، في تصريح لـ"الخليج الان"، أن "من بين 720 نائبًا في البرلمان الأوروبي، هناك 81 فرنسيًا"، موضحة أن هذه هي ثاني أكبر مجموعة من النواب بعد ألمانيا، لذا فإن هن- وزنًا قويًا للتصويت الفرنسي في هذه الانتخابات.

Advertisements