محمد الرخا - دبي - الأربعاء 8 مايو 2024 04:10 مساءً - أظهرت دراسة جديدة أن الإصابة بمرض الزهايمر قد يكون مرتبطًا بالوراثة بشكل كبير، راسمة صورة أوضح للجين المعروف منذ زمن طويل بأنه مرتبط بأشكال الخرف الشائعة.
واعتبر مؤلفو الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر ميديسن" Nature Medicine، أن بيانات مجموعة كبيرة تضم أكثر من 500 فرد يحملون نسختين من متغير الجين APOE4 أظهروا السمات البيولوجية لمرض الزهايمر؛ ما دفع الباحثين إلى التأكيد أن امتلاك نسختين من هذا الجين يجب الآن تصنيفه كعامل مسبب، وليس مجرد عنصر مؤهب.
وأكد الدكتور خوان فورتيا، المؤلف المشارك للدراسة، على التأثير الواسع لهذا الإصلاح المفاهيمي، مشيرًا إلى أن ما يقرب من 15 إلى 20% من حالات مرض الزهايمر، يمكن أن تعزى إلى أسباب وراثية.
ويمثل الأفراد الذين لديهم نسختان من APOE4، والمعروفون باسم متجانسات APOE4، جزءًا صغيرًا من عامة السكان، ولكنهم يشكلون جزءًا كبيرًا من مرضى الخرف الزهايمر، حيث تسلط الدراسة الضوء على أن هؤلاء الأفراد لا يواجهون خطرًا متزايدًا فحسب، بل يُظهرون أيضًا بداية متسارعة للتدهور المعرفي، وعادةً ما يكون ذلك قبل عقد من الزمن مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم استعداد وراثي.
وتؤكد الدراسة ضرورة استكشاف طرق علاجية جديدة مصممة خصوصًا لهذا النوع الفرعي الجيني المتميز، موضحة أنه في حين أن العلاجات التقليدية التي تستهدف لويحات الأميلويد هيمنت على المشهد، فإن الدراسة تحث على إعادة تقييم الأساليب العلاجية، وتدعو إلى التدخلات التي تعالج الأسس الجينية الفريدة لمتماثلات الزيجوت APOE4.
من جانبه، قال الدكتور صموئيل جاندي، الباحث في مرض الزهايمر في ماونت سيناي في نيويورك، إنه من الضروري إجراء تجارب سريرية شاملة، ويحث على إدراج متجانسات APOE4 في الأعمار الأصغر للتخفيف من الأمراض المزدهرة.
وأشار إلى أن نتائج الدراسة تعيد إحياء الخطاب حول الاختبارات والاستشارة الوراثية؛ ما يدفع إلى إجراء مداولات حول الآثار الأخلاقية والعملية للكشف عن حالة APOE4 للأفراد الذين لا تظهر عليهم أي أعراض.