الارشيف / عرب وعالم

نموذج ذكاء اصطناعي يدعم الصحة العقلية لمرضى السرطان

محمد الرخا - دبي - الاثنين 6 مايو 2024 08:13 مساءً - أحدث نموذج الذكاء الاصطناعي الرائد الذي طوره باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية ثورة في رعاية مرضى السرطان من خلال التنبؤ باحتياجات الصحة العقلية للمرضى بدقة ملحوظة، بحسب تقرير نشره موقع medicalxpress.

ومن خلال تسخير قوة معالجة اللغة الطبيعية والشبكات العصبية المتقدمة، يقوم الذكاء الاصطناعي المبتكر بتحليل الملاحظات من المشاورات الأولية بين أطباء الأورام والمرضى.

وثائق طبية

وبينما تركز هذه المناقشات تقليديًا على التاريخ الطبي وخيارات العلاج وفقا للتقرير، يحدد الذكاء الاصطناعي الإشارات اللغوية الدقيقة، التي تشير إلى أن المريض قد يستفيد من التدخلات النفسية المبكرة أو التدخلات الاستشارية.

وكشفت النتائج قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ، بدقة تزيد عن 70%، ما إذا كان المريض سيحتاج إلى خدمات نفسية أو استشارية في غضون عام.

ويمثل هذا المثال الأول لاستخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بنتائج الصحة العقلية بناءً على وثائق طبية غير نفسية.

ويؤكد الباحث الرئيس الدكتور جون خوسيه نونيز، وهو طبيب نفسي وزميل أبحاث سريرية في مركز اضطرابات المزاج في جامعة كولومبيا البريطانية ومستشفى كولومبيا البريطانية للسرطان، على أهمية هذا الإنجاز.

وقال إن "محاربة السرطان يمكن أن تكون تجربة مروعة، لا تؤثر على أجسامنا فحسب، بل على عقولنا أيضًا، وتوضح هذه النتائج الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي للعمل كمساعد شخصي لأطباء الأورام، وتعزيز رعاية المرضى من خلال المساعدة في تحديد احتياجات الصحة العقلية بشكل أسرع وضمان حصول المزيد من المرضى على الدعم الذي يحتاجون إليه.

وتلعب الصحة العقلية دورًا حاسمًا في نتائج علاج السرطان ونوعية الحياة، إذ يميل المرضى الذين يعانون من الاكتئاب والقلق الشديدين إلى إظهار معدلات بقاء أقل على قيد الحياة، ويرجع ذلك غالبًا إلى صعوبات الالتزام بتوصيات العلاج وإدارة الآثار الجانبية.

ووفقا لتقديرات الجمعية الكندية لعلم الأورام النفسية والاجتماعية، يحتاج ما يقرب من 15% من مرضى السرطان إلى خدمات نفسية، في حين يمكن أن يستفيد 45% إضافيون من الاستشارة.

ومع ذلك، فإن العوائق مثل الوصمة والتحديات التشخيصية كثيرا ما تعيق الوصول إلى الرعاية النفسية والاجتماعية.

ويتصور الدكتور نونيز التعاون مع أطباء الأورام والمرضى لاستكشاف استراتيجيات التنفيذ لأداة الذكاء الاصطناعي هذه، مع إمكانيات تشمل تحفيز المناقشات حول خدمات الطب النفسي أثناء المشاورات أو إرسال توصيات خدمة مخصصة عبر البريد الإلكتروني.

وبين التقرير أنه تم تطوير الذكاء الاصطناعي من قبل فريق متعدد التخصصات يشمل علوم الكمبيوتر، وعلم الأورام الطبي، والطب النفسي، وتم تدريب واختبار الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات من 59800 مريض في جميع مواقع السرطان الستة في كولومبيا البريطانية.

وتكون بيانات المرضى مخزنة بشكل آمن ومجهولة المصدر لحماية الخصوصية، وهي ميزة ملحوظة مقارنة بمراجعات المخططات التقليدية.

وفي تقدم كبير في إمكانية تفسير الذكاء الاصطناعي، ابتكر الباحثون تقنية تتيح لهم النظر داخل النموذج وفهم عملية صنع القرار فيه.

العوامل النفسية

وقد ظهرت مواضيع مشتركة، مع كلمات رئيسة ومواضيع محددة تشير إلى حاجة أكبر لخدمات الصحة العقلية، مثل التاريخ العائلي للسرطان، وأنماط تعاطي المخدرات، وأنواع السرطان العدوانية وعلاجاته.

يسلط الدكتور ريموند إنج، المؤلف المشارك في الدراسة والأستاذ في قسم علوم الكمبيوتر بجامعة كولومبيا البريطانية، الضوء على أهمية هذه التطورات: "غالبًا ما يُنظر إلى النماذج العصبية على أنها صناديق سوداء، لكن تقنياتنا تكشف هذه الألغاز، مما يمكّن الباحثين والأطباء من فهم التفاعل المعقد بين الأورام والصحة العقلية".

ويتصور الفريق توسيع نطاق فائدة الأداة إلى ما هو أبعد من علم الأورام إلى المجالات الطبية الأخرى حيث تؤثر العوامل النفسية الاجتماعية بشكل كبير على نتائج المرضى.

ويمكن أن يبشر هذا التوسع بتطبيق أوسع للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية؛ مما يسهل التدخل المبكر عبر التخصصات الطبية المتنوعة.

Advertisements