محمد الرخا - دبي - السبت 4 مايو 2024 04:06 مساءً - للمرة الأولى يفتتح مهرجان أفلام السعودية بشريط وثائقي، هو "أندرقراوند"، وذلك لتعزيز الشغف بالسينما والاستقصاء فيها، لاسيما أن مخرج الفيلم عبد الرحمن صندقجي صاحب رؤية حقيقية في كيفية صنع فيلم وثائقي مؤثر.
"أندرقراوند" يمزج البحث السينمائي بالاستقصاء عن واقع صناعة الموسيقى في السعودية، بلغة تُقارب بحيويتها التَّنقُّل بين المقامات الموسيقية، وذلك من خلال استعراض تجارب 6 موسيقيين سعوديين، وجهودهم الفردية في تحقيق أحلامهم وتعزيز مواهبهم واستقلاليتهم بعيدًا عن شركات الإنتاج، بحيث ترصد كاميرا "صندقجي" تأثير الموسيقى على كل من تلك الشخصيات الستة، وكيف تغير مصائرهم.
أبطال الفيلم هم: "عماد مجلد" عازف "درامز" لعدة فرق موسيقية، "نوف سفياني" مُوَلِّفة مبدعة في الحفلات (دي جي)، "حمزة هوساوي" مغنٍ ومنتج موسيقي، "سلمى مراد" مؤلفة موسيقى تصويرية ومخرجة أفلام، "أحمد حكيم" عازف غيتار صولو، "أحمد شاولي" مالك أستديو موسيقي يدعم الشباب والمهتمين بالموسيقى المستقلة، وكل منهم له مناخاته الموسيقية التي يعيش فيها شغفه وتحدياته.
وزيادة في الحيوية تمكَّن "صندقجي" من صياغة جديلته الخاصة بين السينما والموسيقى، ليس فقط من خلال كاميرا شاعرية وزوايا تصوير حساسة، بل عبر أداءات مباشرة، فكل شخصية قدمت أغنية خاصة بالفيلم، تم استخدامها في زيادة جمالية الشريط السينمائي، بحيث عمَّقت الإحساس بهواجس الأبطال وشغفهم الموسيقي، وكأن تلك الأغنيات باتت بحد ذاتها تصويرًا موازيًا لما يرغب الفيلم بإثباته.
وفي تصريح سابق، أوضح المخرج صندقجي بأنه يحب القصص الحقيقية فهي تستهويه، لأنه يظن أن الإلهام الحقيقي لأي أمر كان لا يمكن أن يحدث إلا بقصة حقيقية، يتم تناولها باحترافية عالية، وهي على بساطة أدواتها وانخفاض تكلفتها، إلا أنها أصعب من الأفلام الروائية، لاسيما أن مجال الفيلم الوثائقي يحمل السيناريوهات لما قبل الإنتاج وبعده، بسبب التغيرات التي تحدث في الفيلم، وهذا ما يجعل صنّاع السينما يحجمون عن التعامل معها لارتفاع نسبة الفشل.
وقال مخرج فيلم "روتين": لدي الملكة والصبر على هذا النوع من الأفلام، وقد مررنا في فيلم "أندرقراوند" بتحديات كبيرة، وسافرنا إلى العديد من المواقع، وواجهتنا متاعب في التصوير في مواقع نائية، من مثل تصوير الجبال في إيطاليا، ومواقع ثلوج وصحارى، لكننا في كل مكان تمكنا من صناعة قصة مميزة.
وتابع صندقجي: خلال 15 عامًا من اكتساب خبرات في صناعة الأفلام الوثائقية وصلت إلى نتيجة مفادها أن أتعامل مع الفيلم الوثائقي كأنه فيلم روائي، وذلك في كافة النواحي من الكتابة، وكتابة السكريبت، والسيناريو، ولقاء الأبطال، وتحليل شخصياتهم، وزيارة المواقع، إضافة إلى تحديد وقت الإنتاج والأدوات، فهي طريقتي في صناعة الأفلام الوثائقية التي جربتها في مشاريع أخرى بنجاح، وأصبحت أسلوبيتي للإبداع وهي قاعدة تنطبق على أي فيلم تسجيلي.