محمد الرخا - دبي - الأربعاء 1 مايو 2024 04:06 مساءً - رأى تقرير لصحيفة الغارديان أن تصوير اليمين للاحتجاجات السلمية ضد الحرب على غزة في الجامعات الأمريكية، وحتى دول أخرى، على أنها بؤر للإرهاب "المستيقظ"، ما هي إلا ذريعة للقمع.
وبحسب التقرير، أصيب الناس في جميع أنحاء العالم بالصدمة من لقطات وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر ضباط إنفاذ القانون المدججين بالسلاح، وهم يعتقلون الطلاب والأساتذة المحتجين سلميًّا في حرم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
الجامعات في حالة من التوتر
وإن ما يسمى "أرض الأحرار وموطن الشجعان" لا تبدو حرة ولا شجاعة؛ باستثناء المتظاهرين الشجعان الذين يواصلون الوقوف في وجه قمع الدولة والجامعات، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من أن القمع الحكومي لاحتجاجات الطلاب لا يقتصر على الولايات المتحدة، أو في هذه الفترة بالذات، فإن العربدة الحالية من قمع الدولة هي إلى حد كبير مثال على الأزمة الحالية للديمقراطية التي تتعرض للضغط من قبل الليبرالية الجديدة.
وبالرجوع خطوة إلى الوراء، أي منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ظلت العديد من الجامعات في حالة من التوتر.
ومع وصول الانتقام الإسرائيلي في غزة إلى ما أسمته الأمم المتحدة مستويات الإبادة الجماعية، بدأت الاحتجاجات الطلابية تظهر في بعض الجامعات.
وعلى الرغم من وقوع حوادث مثيرة للقلق تتعلق بمعاداة السامية، وكراهية الإسلام، فإن الاحتجاجات بشكل عام ليست معادية للسامية ولا عنيفة. ومع ذلك، هجم عليهم اليمين المتطرف لتكثيف هجومه على الجامعات.
وأشار التقرير إلى أن اليمين المتطرف صور الجامعات على أنها "مرتع للمتعاطفين مع الإرهابيين" و"الصحوة" التي تهدد "القيم الأمريكية" الأساسية مثل حرية التعبير.
وفي الدعاية اليمينية المتطرفة، تمثل الجامعات المستقبل البائس للبلد بأكمله، حيث تقوم النساء وغير البيض وأفراد مجتمع الشواذ بقمع "الأمريكيين الحقيقيين"، أي المحافظين المسيحيين البيض. وقد أتت دعايتهم بثمارها؛ عندما أطلق دونالد ترامب حملته الانتخابية، حيث لم تكن الصورة العامة للجامعات في الولايات المتحدة في حالة جيدة بالفعل.
انتصارا لليمين المتطرف
ولفت التقرير إلى أن إشارة البداية للقمع الحالي كانت هي جلسة الاستماع في الكونغرس حول معاداة السامية في ديسمبر الماضي، حيث قام السياسيون الجمهوريون باستجواب ثلاثة رؤساء مرتبكين من جامعات أيفي ليج حول الاحتجاجات المزعومة المعادية للسامية في حرم جامعاتهم.
واختتم التقرير بالقول: "لا ينبغي لنا أن نشك في أن الهجمات الحالية على الجامعات الأمريكية تمثل انتصارًا سياسيًّا كبيرًا لليمين المتطرف، وإن هناك أيضًا دروسًا كبيرة للديمقراطيين الليبراليين في البلاد".
وأضافت الصحيفة: "أولا الجامعات النيوليبرالية لا تضاهي السياسات غير الليبرالية، وثانيًا لا توجد جامعة آمنة. وثالثا وأخيرًا، تعد الهجمات الحالية مجرد مقدمة صغيرة لما قد تعنيه عودة ترامب بالنسبة للديمقراطية الليبرالية بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص".