26 أبريل 2024, 4:58 م
من دون حفاوة مبالغ فيها ولا سجادة حمراء تكمل البروتوكول، استقبال وُصف بالبارد لوزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن في الصين، يشبه برود علاقة البلدين خلال قرابة عامين سابقين، رسمت فيها الصين وجها جديدا لنهاية مفهوم القطب الواحد، وباتت مع الوقت عدوا مع وقف التنفيذ، يقاسم أمريكا المصالح بجرأة تأخذ بالازدياد.
اليوم، تتبدل الصورة، أو ربما تبدأ بذلك بعد زيارة أمريكية للصين، هي الثانية خلال أقل من عام، يؤكد مراقبون أن أهدافها جمة ورسائلها أكثر حدة، تبدأ فوريا بملف إقناع الصين بإيقاف تزويد روسيا بمواد وتكنولوجيات ذات استخدام مزدوج، وشل أكبر عملية تسليح تشهدها روسيا منذ الحقبة السوفيتية، وصولا إلى وضع الخلافات الاقتصادية بين البلدين على الطاولة، وعلى رأسها مسألة تيك توك بعد قرار أمريكا حظره داخل أراضيها، ما لم توافق شركته الأم الصينية "بايتدانس" على التنازل عن حصتها فيه.
التجاوب الصيني كان حاضرا ولو بنسب معينة، وفق خبراء صينيين، كما أن كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، بأن بكين وواشنطن يجب أن تكونا شريكتين وليستا متنافستين، تعطي مساحة أكبر للنقاش في قضايا عالقة كتايوان أيضا، التي تشكل منذ سنوات حجر عثرة في عودة المياه إلى مجاريها بين البلدين، فضلا عن غيرها من الخلافات كقلق واشنطن الدائم حيال فيتنام والفلبين، اللتين لديهما نزاعات إقليمية كبيرة مع بكين في بحر الصين الجنوبي، وصولا إلى صراع الفضاء الذي استجد على قائمة الخلاف؛ إذ تنتقد واشنطن نشاط الصين الفضائي الذي سيجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ محظورة تماما للقوات الغربية، عبر جيش فضائي مدجج بـ350 قمرا صناعيا تمكن الصين من تفجير مواقع تبعد آلاف الأميال.
إن كل ما ذكر يعتبر أسبابا يجب أخذها بعين الاعتبار، لكن ما هو مؤكد أن حرب روسيا وأوكرانيا على رأس جدول أولويات الزيارة الأمريكية، فهل تنجح أمريكا في إقناع الصين بطريقة ما بتخفيف هذا الدعم الذي تسميه الصين تجارة مشروعة مع روسيا؟ لا سيما أن علاقة البلدين تحتفي بتنافس اقتصادي حافل لا يحتمل التعطل طويلا، وبلغ حجم التبادل التجاري فيه عام 2022 ما يقرب من 690 مليار دولار.