محمد الرخا - دبي - الخميس 25 أبريل 2024 11:09 مساءً - منذ عام 1994 حين شارك المخرج "شاجي إن كارون" بفيلمه "سواهام" لم تشارك السينما الروائية الهندية في المسابقة الرئيسة لمهرجان كان، لكن هذا العام ستشهد الاحتفالية السينمائية العالمية، المعروفة بقدرتها على اكتشاف أعمال سينمائية مبتكرة واستفزازية من جميع الآفاق، عودة هندية قوية من خلال فيلم "كل ما نتخيله كضوء" للمخرجة "بايال كاباديا" الذي يعد المشاهدين بقصة إنسانية عميقة وآسرة بصرياً.
تدور أحداث الفيلم في مومباي، حيث تعيش "برابها" وهي ممرضة عالقة في زواج مدبّر، يضطرب روتين حياتها عندما تتلقى هدية غير متوقعة من زوجها المنفصلة عنه، بينما رفيقتها في السكن الشابة "آنو" تريد أن تجد مكانًا سريًا لتعيش فيه مع حبها الجديد.
هذا التوتر يدفع الفتاتين للهرب معاً إلى بلدة ساحلية يكتشفان فيها غابة مطيرة ساحرة، ليُحوِّل هذا المكان الغامض أحلامهما ورغباتهما إلى واقع، فينسجان شبكة من القصص الشخصية عن الحب والحرية والبحث عن الهوية، إذ تستكشف برابها وآنو حريتهما واستقلاليتهما في هذا المكان الشاعري والمعقد في آن واحد.
المخرجة بايال كاباديا، كما يصفها الكثير من النقاد، هي صوت قوي في السينما الهندية، وقد سبق لها أن نالت شهرة واسعة في مجال الأفلام الوثائقية، لاسيما بعد فيلمها السابق "طوال الليل من دون أن نعرف"، الذي فاز بجائزة العين الذهبية في مهرجان كان.
أما مع فيلمها "كل ما نتخيله كضوء"، فستقوم بمغامرة مدروسة في الدراما الروائية، ينتظرها كثيرون، إذ تُداوِر موضوعات تمكين المرأة، والديناميكيات الاجتماعية، بحساسية وعمق يتحديان المعايير التقليدية، إضافة إلى كون هذا الفيلم هو وعد جميل بإبراز مواهب بايال كاباديا كراوية قصص بصرية مقنعة ومعقدة، أشاد تييري فريمو المدير الفني لمهرجان كان بموهبتها وبأنه سيكون لها موقعها الخاص على خريطة المسابقة الرسمية.
الفيلم من إنتاج "توماس حكيم" و"جوليان غراف" من خلال شركتهما بيتي تشاوس ومقرها فرنسا، إلى جانب الإنتاج المشترك لـ"رانبير داس" وشركته "ولادة أخرى في الهند"، مع الشركتين الهنديتين "تشوك وتشيز"، و"دوجو فيلمز"، بالإضافة إلى شركة سينما آرت الفرنسية، وأفلام فوف في لوكسمبورغ، وشركة بالدر فيلم في هولندا، وبولبا فيلمز في إيطاليا.