الارشيف / عرب وعالم

"بلومبيرغ": قدرات أوكرانيا العسكرية تقترب من نقطة الانهيار

محمد الرخا - دبي - السبت 13 أبريل 2024 11:13 صباحاً - تتفاقم المخاوف من اقتراب القدرات العسكرية الأوكرانية من نقطة الانهيار، بعد التطورات الأخيرة للحرب التي شهدت تكثيف الهجمات الصاروخية الروسية، واستهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، وفق ما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية.

وحسب تقرير للوكالة، قال مسؤولون غربيون مطلعون على الوضع إن "أوكرانيا تمر بأضعف لحظاتها منذ أكثر من عامين من الحرب، في ظل النقص الحاد في الذخيرة والقوات المقاتلة على طول الجبهة، إلى جانب وجود ثغرات في الدفاع الجوي".

في موازاة ذلك، يلوح في الأفق خطر انهيار الدفاعات الأوكرانية، ما قد يمنح موسكو فرصة لتحقيق تقدم كبير للمرة الأولى منذ بداية الحرب، في حين ستكون الأشهر القليلة المقبلة بمثابة الاختبار الأصعب لأوكرانيا، مع تزايد إنهاك الرأي العام الأوكراني من الحرب.

وتفيد التقارير بأن القوات الروسية تستفيد من الفجوة المتزايدة في إمدادات الذخيرة؛ إذ من المتوقع أن تحصل موسكو على 6 ملايين قذيفة هذا العام من خلال زيادة الإنتاج والإمدادات من كوريا الشمالية وإيران، مقارنة بأوكرانيا التي تعاني نقصا حادا في الذخيرة على خلفية عدم إقرار الكونغرس الأمريكي حزمة المساعدات العسكرية البالغة قيمتها 60 مليار دولار، ما يترك أوكرانيا من دون شريان الحياة اللازم في أحلك الأوقات.

وخلافاً للأهداف السابقة المتمثلة في استعادة الأراضي المحتلة، فإن القوات الأوكرانية تكافح الآن للحفاظ على مواقعها الدفاعية في مواجهة التقدم العسكري الروسي، بينما تؤكد التصريحات الأخيرة للرئيس فولوديمير زيلينسكي، بشأن احتمال تعبئة روسيا نحو 300 ألف جندي جديد بحلول الأول من يونيو المقبل، على خطورة الوضع.

وجاء في التقرير أن تدمير محطة الطاقة الحرارية بالقرب من كييف يعكس مدى ضعف وهشاشة أوكرانيا أمام الضربات الصاروخية الروسية، وفي الساعات التي تلت الهجوم وصف زيلينسكي افتقار الجيش لأنظمة الدفاع الجوي بأنه التحدي الأكبر أمام كييف.

وأدى تدمير محطة "تريبيلسكا" للطاقة الحرارية، إلى جانب منشآت الطاقة الأخرى، إلى زيادة المخاوف بشأن أمن الطاقة في أوكرانيا. وتسبب هذا العُطل بارتفاع العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة تصل إلى 7.1%؛ ما يعكس المخاوف من نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار في الأسواق الأوروبية.

وكثفت روسيا قوتها النارية على طول الخطوط الأمامية، وحققت مكاسب متزايدة منذ الاستيلاء على بلدة أفدييفكا في فبراير الماضي. كما تتعرض الأهداف ذات الأهمية الاستراتيجية، مثل بلدة تشاسيف يار غرب باخموت في منطقة دونيتسك، لضغوط متزايدة.

ورداً على الأزمة المتصاعدة، قام زيلينسكي والمشرعون الأوكرانيون بتسريع سن القوانين التي تستهدف تعزيز صفوف القوات المقاتلة، بما في ذلك خفض سن التجنيد وتشديد لوائحه، ومع ذلك، لا يزال هناك قلق كبير تجاه مدينة خاركيف التي حاولت القوات الروسية الاستيلاء عليها في المراحل الأولى من الحرب وفشلت.

وأنهت الوكالة تقريرها بالقول إنه للمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي يعتقد أقل من نصف الأوكرانيين أن قوات بلادهم قادرة على استعادة جميع الأراضي التي استولت عليها روسيا، ورغم إيمان أغلب الأوكرانيين بتحقيق النصر، إلا أنهم يتساءلون على نحو متزايد عما قد ينطوي عليه هذا النصر، بيد أنه لم يحدث حتى الآن أي نزوح جماعي من خاركيف، إذ يعتقد الكثيرون من سكان المدينة أن وجودهم فيها شكل من أشكال المقاومة.

Advertisements