محمد الرخا - دبي - الأربعاء 10 أبريل 2024 02:13 صباحاً - أسدى علماء ومتخصصون، نصائح للوقاية من الخرف الذي عدّوا أن أفضل وقاية منه، تكون في منتصف العمر؛ لأن التغيرات التي تحدث في الدماغ بهذا الوقت، هي التي تحدد إمكانية الإصابة بالمرض في الشيخوخة، من خلال تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
تركّزت النصائح على اعتماد نمط حياة صحي يهتم بالرياضة، إلى جانب الحفاظ على القلب بسبب العلاقة الوثيقة له مع الدماغ، بحسب دراسات تناولتها الصحيفة الأمريكية.
ويرى متخصصون، أن دراسة الدماغ في منتصف العمر، والتدخل المبكر لتحسين صحته، قد تساعد في تجنب الإصابة بالخرف في سنوات متقدمة من العمر.
ويعتقد باحثون أن منتصف العمر يعد الفترة العمرية المناسبة لدراسة الدماغ، لأن الجهود المبذولة لدراسة الخرف لدى كبار السن فشلت إلى حد كبير.
ويؤكد الباحثون أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم، وممارسة الأنشطة التي تحافظ على تنشيط العقل، كلها خطوات يمكن أن تساعد على مكافحة الخرف في وقت لاحق من العمر.
أحمد حريري، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك الأمريكية، عدّ أن منتصف العمر مرحلة عمرية مناسبة لدراسة الدماغ، قائلًا: إن "محاولات دراسة الدماغ في أعمار متقدمة ليست فعالة، لكونها تتم بعد فوات الأوان، وبعد أن يتراكم الكثير من الضرر في الأدمغة".
لماذا منتصف العمر؟
ونقلت الصحيفة عن أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك الأميركية، قوله، إن "منتصف العمر هو الوقت المناسب لتعديل نمط الحياة والحصول على العلاج الفعال في الشيخوخة".
بحسب دراسة أجراها سيباستيان هانسن، طالب الدكتوراة في جامعة كوليدغ كورك في أيرلندا، في مارس عن شيخوخة الدماغ، وجد هانسن أن أجزاء من الدماغ تبدأ في التغير بشكل أسرع خلال منتصف العمر، ويشير إلى أن كمية المادة البيضاء في الدماغ، والتي تمثل الروابط بين مناطق الدماغ، تقل في الأربعينيات والخمسينيات من العمر.
ويقول إن "هذا من المحتمل أن يؤدي إلى تباطؤ سرعة المعالجة والتمييز، ما قد يكون له تأثيرات إضافية على الإدراك، وفي القدرة على تخزين المعلومات الجديدة".
ويشير موفيت إلى أن "الناس يحتفظون بمهاراتهم اللغوية اللفظية طوال حياتهم، لكن السرعة التي يعالجون بها المعلومات وقدرتهم على حل المشكلات الجديدة المتعلقة بالمنطق والاستدلال تتضاءل تدريجيا مع تقدم العمر".
وكشفت دراسات وأبحاث أن مجموعات معينة من الناس تفقد الوظيفة الإدراكية بشكل أسرع خلال منتصف العمر، ويشمل ذلك الأشخاص الذين بدأوا في استخدام القنب أو التبغ في سن المراهقة واستمروا في تعاطيه في الأربعينيات من العمر. ويشمل الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الرصاص السام في دمائهم منذ الطفولة.
ارتباط القلب بالعقل
وبحسب ديفيد نوبمان، أستاذ علم الأعصاب في جامعة مينيسوتا الأمريكية، فإن "الجميع لا يعتقدون أن منتصف العمر يمثل نقطة تحول حادة في صحة الدماغ".
ويضيف أن "سرعة المعالجة، هي الوظيفة المعرفية التي تتراجع أكثر مع التقدم في السن، ولكن هذا التراجع يحدث تدريجيًا ويختلف من شخص لآخر".
يقول نوبمان للصحيفة إن "الحفاظ على صحة قلبك في منتصف العمر هو أفضل طريقة لتجنب التدهور المعرفي"، ويلفت إلى أن "صحة الدماغ والقلب ترتبط ارتباطًا وثيقًا".
وأضاف "الأشياء ذاتها التي يمكن أن تؤدي إلى انسداد شرايين القلب، يمكن أن تؤثر على شرايين الدماغ، مما يعوق تدفق الدم وتوصيل الأكسجين".
وقال نوبمان إن "من المهم البقاء نشطًا ومتفاعلاً اجتماعيًا وذهنيًا، ومن الجيد أيضًا العمل في بيئة مليئة بالتحديات، لأن ذلك ينشّط الدماغ، ما قد يعطي نتائج أفضل".
ونقلت الصحيفة عن كريستين بيتي، باحثة علم النفس في جامعة أوسلو بالنرويج، قولها: "ليس هناك سبب للانتظار حتى منتصف العمر للبدء في إجراء التحسينات الصحية".
وأضافت بيتي أن "العديد من تغييرات نمط الحياة التي ستضعك على مسار أفضل في سن الشيخوخة، يمكن أن تبدأ قبل منتصف العمر".
لا توجد طرق مؤكدة للوقاية من الخرف، لكن الخطوات التي تساعد العقل والقلب، تشمل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، وعدم التدخين، وعلاج اضطرابات النوم، وتجنب الإصابة بأمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، والسمنة، وفقًا لـ"وول ستريت جورنال".