محمد الرخا - دبي - الأحد 7 أبريل 2024 07:14 مساءً - قال خبراء إن رغبة الاتحاد الأوروبي في البحث عن زخم جديد لشراكته مع المغرب باتت أمرا مُلحّا لاعتبارات سياسية واقتصادية.
وأفاد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، قبل أيام، بأن الشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي "أكثر أهمية من أي وقت مضى في السياق الجيوسياسي الحالي".
وقال رئيس الدبلوماسية الأوروبية في حسابه على منصة "إكس"، عقب محادثات أجراها مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة: "لقد ناقشنا كيفية إعطاء زخم جديد للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، التي تعد أكثر أهمية من أي وقت مضى في السياق الجيوسياسي الحالي".
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من تأكيد المغرب على ضرورة حماية شراكته مع الجانب الأوروبي.
دوافع تجديد الشراكة
ورأى الباحث والمحلل السياسي محمد شقير، أن التنافس الأمريكي والصيني للاتحاد الأوروبي في المنطقة خاصة المغرب؛ بحكم تحوله إلى منصة اقتصادية واستثمارية نحو أفريقيا سواء من خلال ميناء طنجة المتوسطي أو ميناء الداخلة الأطلسي، دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرغبة في تجديد شراكته الاقتصادية مع المغرب.
وأضاف شقير في تصريح لـ"الخليج 365"، أن الشراكة الجديدة التي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تحقيقها "تتجاوز تبادل المنتجات الفلاحية والصيد البحري وبعض المنتجات الصناعية، إلى قطاعات واعدة تشمل الطاقات المتجددة والربط الكهربائي والمجال السياحي والذكاء الاصطناعي".
وتابع قائلا: "الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تقوية شراكته الاقتصادية مع المغرب من خلال البحث عن آليات تعاون جديدة خاصة وأن هناك شركاء كإسبانيا وألمانيا وفرنسا يضغطون من أجل تجديد هذه الشراكة للحفاظ على مصالحهم مع المغرب".
ويرى المحلل السياسي أن المغرب عليه أن يستغل هذا الوضع للتفاوض على وضع أفضل في تجديد شراكته مع الاتحاد الأوروبي.
وقال شقير إن المغرب "أصبح يمتلك عدة أوراق لا تقتصر على القرب الجغرافي والثروات السمكية؛ بل أيضا المشاريع الاستثمارية التي سينجزها في إطار الاستعداد لتنظيم كأس العالم 2030، وكذا مشروع أنبوب الغاز النيجيري، بالإضافة إلى ورقة الهجرة، والطاقات المتجددة".
رؤية استشرافية
من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون الفرنسية عبد الرحمن مكاوي،، إن بوريل، وباعتباره المسؤول عن صناعة السياسة الخارجية لأوروبا؛ على اطلاع كبير بأهمية إعطاء زخم جديد للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في ظل السياق الحالي.
ولفت مكاوي في تصريح لـ"الخليج 365"، إلى أن الاتحاد الأوروبي طلب من عدة مراكز بحوث اقتصادية واستراتيجية نظرة استشرافية لشمال أفريقيا، مشيراً إلى أن هذه الدراسات دعت إلى بناء علاقات مع هذه الدول خاصة مع المغرب، الذي يشهد تطوراً اقتصادياً سريعاً.
ورأى المتحدث أن بوريل يسعى من خلال هذا الزخم، أيضاً، إلى الدفاع عن مصالح الشركات الأوروبية بالمملكة في ظل منافسة أمريكية وصينية بالمنطقة.