الارشيف / عرب وعالم

لماذا تستهدف روسيا منشآت الطاقة في أوكرانيا؟

محمد الرخا - دبي - الأحد 31 مارس 2024 09:06 مساءً - ألحقت الضربات الروسية، أخيرًا، أضرارًا "بالغة" بثلاث محطات للطاقة الحرارية الأوكرانية، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي في 10 مناطق.

وكثفت موسكو في الأسابيع الأخيرة، ضرباتها الجوية ضد أوكرانيا، حيث أطلقت عشرات الصواريخ وعشرات المسيرات استهدفت بُنى البلاد التحتية للطاقة.

وعلى الرغم من أن دفاعات كييف المضادة للطائرات صمدت بشكل جيد أمام المسيّرات الروسية، إلا أن أوكرانيا عانت بالفعل، في عامي 2022 و2023، بسبب حملة قصف ضخمة ضد منشآتها الكهربائية.

الجهاز العصبي

ورأى المؤرخ العسكري الفرنسي ميشيل جويا أن "استهداف البنية التحتية للطاقة أمر إستراتيجي"، موضحًا أنه "منذ نهاية العام 2022، ركز الروس بشكل خاص على شبكة الطاقة والكهرباء الأوكرانية لأنها الجهاز العصبي للبلاد، وهذا يعطل الحياة الاقتصادية بأكملها".

وقالت روسيا إن ضرباتها الأخيرة جاءت ردًا على قصف أوكراني لمنطقة بيلغورود الروسية، المتاخمة لأوكرانيا، في الـ23 من شهر مارس/آذار الجاري، استهدفت فيه مصافي النفط الروسية ومنشآت الطاقة الأخرى، ما أدى لمقتل مدنيين وإصابة آخرين، وألحق أضرارًا بالعديد من المباني السكنية.

فيما توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد إعادة انتخابه، بالرد على الضربات الأوكرانية، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

وفي العام 2023، قام حلفاء أوكرانيا بتزويد أنظمة الدفاع باتريوت بشكل جيد.

وبيّن جويا أن الضربات الروسية "تهدف إلى إشباع الدفاع الأوكراني، الذي يعاني من التوتر منذ أشهر"، لافتًا إلى أن "الأمر يعتمد بشكل خاص على معدات مثل بطاريات بوك، وأنظمة إس-300".

وأشار إلى أن "هذه البطاريات تعود إلى الحقبة السوفيتية وتوريدها معقد للغاية، فهي لا تصنع في أوروبا الغربية ودول أوروبا الشرقية".

وأردف أن "البطاريات موجودة، ولكن الصواريخ لم تعد موجودة، وبالتالي لا يمكن للدفاع أن يغطي جميع الهجمات".

وفي انتظار وصول شحنات جديدة، يسعى الأوكرانيون إلى "إطلاق الصواريخ الغربية القديمة، مثل صواريخ هوك، بالبطاريات السوفيتية"، كما يوضح المتخصص.

وبينما تطلب كييف من حلفائها الغربيين المزيد من المساعدات، تبقى المساعدات الأمريكية البالغة 60 مليار دولار، التي يريدها الرئيس الديمقراطي جو بايدن عالقة منذ أشهر في الكونغرس من قبل المعسكر الجمهوري الداعم لدونالد ترامب.

فيما أعاقت الانقسامات السياسية داخل الاتحاد الأوروبي تسليم الأسلحة وإرسال الأموال إلى أوكرانيا في الأشهر الأخيرة.

تقدم على الأرض

وأوضح جويا أنه "يمكن للضربات العميقة الكبيرة، على سبيل المثال، أن تساعد في إصابة نظام القيادة الأرضية بالشلل".

وحققت القوات الروسية مكاسب على الأرض منذ أسابيع في شرق أوكرانيا، خاصة مع سقوط بلدة أفدييفكا المحصنة، في منتصف شهر شباط/فبراير الماضي.

وفي حين تواجه أوكرانيا أيضًا مشكلة تجنيد جنود جدد، فقد تحول الكرملين إلى اقتصاد الحرب، فخصص جزءا كبيرًا من ميزانيته وصناعته للإنتاج العسكري، وتضمن موسكو أيضًا أن يوقع عشرات الآلاف من الرجال كل شهر عقودًا للانضمام إلى الجيش.

Advertisements