الارشيف / عرب وعالم

لوموند: صحفيو غزة يواجهون واقعًا مريرًا

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الجمعة 22 ديسمبر 2023 05:07 مساءً - سلّطت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء على "الواقع المرير" الذي يواجهه الصحفيون الفلسطينيون في قطاع غزة، وسط اتهامات متكررة للجيش الإسرائيلي باستهداف متعمد للعاملين في هذا المجال.

وذكرت الصحيفة أن الاتحاد الدولي للصحفيين اتهم القوات الإسرائيلية "باستهداف عمدي" للإعلاميين في غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من ستين صحفيا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل وحماس.

وأشارت لوموند إلى أن الوضع تفاقم في 20 كانون الأول/ديسمبر، عندما كان الصحفي هاني محمود من قناة الجزيرة، يقدم معلومات عن القصف الإسرائيلي على القطاع في بث مباشر، وبعدها سمع دوي انفجار بالمنطقة وبدأت أعمدة الدخان تتصاعد قرب "مستشفى الكويت"، وخلف القصف ما لا يقل عن عشرة قتلى وجرح فيها فني.

دفع ذلك الصحفيون للانتقال إلى رفح بحثاً عن الأمان بعد إجلاء الجيش الإسرائيلي.

ووفقاً للاتحاد الدولي للصحفيين، فُقد 66 صحفيًّا وإعلاميًّا فلسطينيًّا حياتهم في غزة منذ بدء الحرب، إضافة إلى أربعة ضحايا آخرين في الجانب الإسرائيلي وثلاثة في لبنان.

مشيعون يحضرون جنازة الصحفي الفلسطيني عادل زعرب، الذي قُتل في غارة إسرائيلية في غزة

مشيعون يحضرون جنازة الصحفي الفلسطيني عادل زعرب، الذي قُتل في غارة إسرائيلية في غزةرويترز

بدوره، أكد أنتوني بيلانجر، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، الطبيعة غير المسبوقة لهذه الهجمات، ولا سيما مع استهداف 13 من الصحفيين أثناء قيامهم بواجباتهم، حسبما أفادت منظمة مراسلون بلا حدود، وكذلك تشمل الحوادث المثيرة للقلق إطلاق النار المتعمد بواسطة طائرات بدون طيار؛ ما أدى إلى إصابات خطيرة.

وتؤكد العديد من التحقيقات التي أجرتها وكالات الأنباء الكبرى ومنظمات حقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أن القوات الإسرائيلية استهدفت الصحفيين عمدًا، بما في ذلك الهجوم المميت على مراسل رويترز عصام عبد الله في جنوب لبنان في 13 أكتوبر/تشرين الأول.

وأوضحت "لوموند" أنه على الرغم من التأكيدات الإسرائيلية بأن الصحفيين لا يستهدفون عمدًا، إلا أن الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، كريستوف ديلوار، تقدم بشكوى يحث فيها على إجراء تحقيق ذي أولوية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت الصحيفة، إن الواقع المرير الذي يواجهه المراسلون الفلسطينيون لا يشمل خطر التفجيرات فحسب، بل يشمل أيضاً التهديدات والتحذيرات؛ ما دفع البعض إلى قطع خدمات تحديد المواقع على هواتفهم.

بدورها، كشفت رانيا خياط، من نقابة الصحفيين الفلسطينيين، عن انتشار التهديدات التي تأمر المراسلين بعدم تغطية مواقع محددة، مؤكدة استهداف الصحفيين الذين يغطون هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول بشكل متعمد.

وأكدت الصحيفة أن المكاتب الإعلامية لم تنج من ذلك أيضًا، ومن الأمثلة البارزة على ذلك الغارة الإسرائيلية على مكتب وكالة فرانس برس في وسط غزة.

وقفة احتجاجية في الأردن ضد استهداف الصحفيين في غزة

الجيش الإسرائيلي: لا يمكننا ضمان سلامة الصحفيين في غزة

ونفى الجيش في البداية استهداف المبنى، إلا أنه برر الهجوم لاحقًا بأنه رد على "تهديد وشيك" قريب، وهذا يزيد من المخاوف المتزايدة بشأن سلامة وحرية الصحافة في المنطقة، بحسب "لوموند".

ويجد مراسلو غزة أنفسهم الشهود الوحيدين على الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع المقيد بشدة.

وعلى عكس الصحفيين الأجانب الذين لا يمكنهم الدخول إلا برفقة القوات الإسرائيلية، يواجه المراسلون المحليون التحديات اليومية المتمثلة في الخسارة والتشريد والإصابات والنضال من أجل إعالة أسرهم، بحسب الصحيفة.

ولفتت "لوموند" إلى التماس قدمته رابطة الصحافة الأجنبية في القدس تسعى إلى تدخل المحكمة العليا الإسرائيلية للسماح للصحفيين الأجانب بالدخول إلى غزة، ما يسلط الضوء على خطورة الوضع.

وختمت الصحيفة أن محنة الصحفيين الفلسطينيين تثير أسئلة حاسمة حول حرية الصحافة والسلامة والمساءلة في مناطق النزاع، لافتة إلى أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب تحول وسائل الإعلام إلى هدف في الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس.

صحيفة "لوموند" الفرنسية

Advertisements

قد تقرأ أيضا