محمد الرخا - دبي - الجمعة 8 سبتمبر 2023 10:05 صباحاً - قالت مؤسسة "راند" الأمريكية للأبحاث في مقال كتبه برايان ميخائيل جنكينز، إن ما يجعل الوضع الحالي الذي تمر به إسرائيل مذهلًا بالنسبة للمراقب الأمريكي هو توازي المسارات بين ما يحدث في إسرائيل وما يحدث في الولايات المتحدة.
وذكرت "راند" أن كلا البلدين منقسمان اجتماعيًّا وسياسيًّا على نحو عميق، إذ عملت الحزبية المتصلبة على تجويف المركز السياسي من الداخل. وفي الخطاب السياسي حلت شيطنة الخصوم السياسيين والاستعداء مكان المجاملة. وأصبحت مصطلحات كالخيانة والاستبداد دائمة الظهور.
وفقًا للمؤسسة الأمريكية، تلعب المعتقدات الدينية لدى المتشددين اليهود في إسرائيل والأصولية المسيحية في الولايات المتحدة دورًا بارزًا في السياسات الحالية، حيث يؤكد المتدينون المتقدون حماسًا أنه لا ينبغي على الدولة أن تعكس تعاليمهم ومعتقداتهم الدينية فحسب، وإنما أيضًا فرضها. كما تعمل المعتقدات الدينية على تعقيد الخطاب السياسي في البلدين.
وتضيف: يواجه كلا البلدين ما عبر عنه الكثيرون بالتهديد الوجودي للديمقراطية؛ هناك شعور عميق ينذر بالشؤم في كل بلد منهما بأن المجتمع ربما يتجه نحو حرب أهلية، والناس في البلدين متخوفون من أن تؤدي مظاهر الانقسام إلى جذب العدوان الخارجي.
ووفقًا لمؤسسة "راند" تعكس الأحداث السياسية المثيرة في كلا البلدين الحكايات الشخصية لرجلين هما: "بنيامين نتنياهو" و"دونالد ترمب". فكلا الزعيمين يريان أن التهديدات مصدرها مدعون عامون وسلطات قضائية مستقلة يسعون وراء الانتقام. يؤكد منتقدو "نتنياهو" أن عزمه على إجراء الإصلاحات القضائية نابع من حساباته التي تسعى لقلب التهم الجنائية بالفساد التي يواجهها.
وترى "راند" في مقالها إنه "لا يزال من غير المرجح اندلاع حرب أهلية في البلدين، لكن هذا لا ينفي حدوث اضطرابات متصاعدة مع فرص حقيقية للعنف السياسي، وتقول إن الحروب التي اندلعت في لبنان والبلقان وسوريا وأماكن أخرى تذكّر بمدى سرعة انزلاق المجتمعات نحو ارتكاب المجازر الطائفية.
مؤسسة "راند" الأمريكية للأبحاث