محمد الرخا - دبي - السبت 2 سبتمبر 2023 03:03 مساءً - في حين سارعت الحكومة اليونانية إلى إلقاء اللوم على ظاهرة الاحتباس الحراري في الوقوف وراء حرائق الغابات المدمرة هذا الصيف، يرى بعض الخبراء أن سوء التخطيط أدى دورًا موازيًا في ذلك.
وقالت المفوضية الأوروبية إن الحريق الذي شب في متنزه داديا الوطني وما زال مشتعلًا منذ أسبوعين، هو الأكبر على الإطلاق في أوروبا.
وقال رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمام البرلمان، هذا الأسبوع، إنه من المتوقع أن يلتهم هذا الحريق وحرائق أخرى مميتة في أنحاء مختلفة من اليونان أكثر من 150 ألف هكتار من الأراضي.
وأودت النيران حتى الآن بحياة 26 شخصًا.
وتساءل ميتسوتاكيس: "هل أزمة المناخ هي السبب في كل شيء؟ لا، ولكنها مسؤولة جزئيًا عن ذلك".
وتطرقت الحكومة، مرارًا، إلى تغير المناخ في سياق حرائق الغابات، لكن ميتسوتاكيس يعترف، على ما يبدو ضمنيًا على الأقل، بأنه لا يمكن إلقاء اللوم تمامًا على الاحترار العالمي.
من جانبه، قال رئيس حماية الغابات ومختبر علوم حرائق الأراضي البرية بجامعة أرسطو في سالونيكي، ألكسندروس ديميتراكوبولوس، إن حرائق هذا العام أقوى بالتأكيد من حرائق الأعوام السابقة بسبب تغير المناخ.
وأضاف أن ذلك لا يفسّر تمامًا حجم الأضرار، مشيرًا إلى أن 10% من غابات البلاد احترقت منذ العام 2007.
إخماد الحرائق بواسطة المروحياتأ ف ب
"الحاجة لتخطيط أفضل"
وقال ديميتراكوبولوس: "هناك حاجة إلى تخطيط أفضل في مكافحة الحرائق، فضلًا عن تعاون أفضل بين خدمات الإطفاء والمتخصصين في جيومورفولوجيا المناطق الخضراء والمغطاة بالأشجار".
والجيومورفولوجيا هي الدراسة العلمية للتضاريس والتربة والتغيرات في الغطاء النباتي.
بدوره، عبر مدير الأبحاث في المرصد الوطني في أثينا، كوستاس لاغوفاردوس، عن موقف مماثل، قائلًا إن التركيز يجب أن يكون على التدابير الكافية لمنع اندلاع حرائق الغابات.
وأضاف أن المشكلة المتكررة هي العلاقة غير السوية بين الدولة والهيئات العلمية، "فالأدوات العلمية موجودة، ويمكن أن تساعد على الكشف عن الظروف المناخية الصعبة والاستعداد لها"، مثل الجفاف الشديد الذي ضرب منطقة إيفروس بالقرب من الحدود مع تركيا ومناطق أخرى.
كما عبّر سياسيون معارضون عن مواقف مماثلة خلال نقاش محتدم دار في البرلمان، الخميس الماضي، واتهموا الحكومة بالبطء الشديد في اتخاذ الإجراءات الوقائية، وضعف التنسيق بين مختلف الوكالات الحكومية المعنية.
حريق بإحدى الغاباتأ ف ب
مشكلة دولية
وأشار ميتسوتاكيس، في رده، إلى أزمة المناخ المتزايدة، وموجة الحر الممتدة في الصيف في اليونان، والرياح الجافة الحارة التي أججت الحرائق.
وقال إن اليونان ليست الدولة الوحيدة التي ابتُليت بمثل هذه الحرائق الهائلة، لافتًا إلى كوارث مماثلة هذا الصيف في كندا، وإسبانيا، والولايات المتحدة.
وأضاف: "حتى تلك الدول التي لديها قدرات مالية أكبر من اليونان لم تكن قادرة على مواجهة الحرائق".
وقال إنه سيعمد إلى توظيف مزيد من رجال الإطفاء، وشراء معدات مثل الطائرات دون طيار، للمساعدة بمراقبة مثل هذه الكوارث.
ووجَّه كلامًا حادًا "لبعض العلماء" الذين، كما قال، رأوا أنه من المناسب نشر بياناتهم حول حرائق الغابات في وسائل الإعلام، مثل المساحات التي دمرتها، قبل اكتمال الأبحاث بشأنها.
لكن المرصد الوطني في أثينا ردَّ على ذلك في بيان صدر، أمس الجمعة، بقوله: "في ظل دولة ديمقراطية، وفي عصر البيانات المنشورة على المستويين الأوروبي والدولي، فإن المجتمع العلمي، ومراكز الأبحاث الوطنية، مُلزمة بإبلاغ المجتمع بنتائج أنشطتها والظروف الطبيعية التي تؤثر على حياة المواطنين".