تقرير ارتفاع معدلات الفقر في فرنسا - الخليج الان

كشف المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE)، يوم الاثنين، عن ارتفاع غير مسبوق في معدلات الفقر وعدم المساواة في فرنسا خلال عام 2023، واصفًا الأرقام المُسجّلة بأنها “الأسوأ منذ نحو ثلاثة عقود”.

ووفقًا للبيانات، بلغ معدل الفقر 15.4% من السكان، أي ما يعادل 9.8 مليون شخص يعيشون بدخل شهري يقلّ عن عتبة الفقر المحددة عند 60% من متوسط الدخل، أي 1288 يورو للفرد. وبذلك ارتفع المعدل بنسبة 0.9 نقطة مقارنة بعام 2022، حين كان عند مستوى 14.4%.

وفي عام واحد فقط، انزلق نحو 650 ألف شخص إضافي إلى دائرة الفقر، وفق ما جاء في التقرير، الذي لا يشمل سكان الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، ولا المشردين أو المقيمين في دور الرعاية. ووفق آخر دراسة شاملة للسكان في عام 2021، قُدّر عدد من يعيشون تحت خط الفقر بنحو 11.2 مليون نسمة.

ميشال دويه، رئيس قسم موارد الأسر وظروف المعيشة في المعهد، صرّح لوكالة فرانس برس بأن “مستويات الفقر المسجّلة في 2023 لم يُشهد لها مثيل منذ ثلاثين عامًا”، مضيفًا أن العودة إلى أرقام مماثلة تتطلب الرجوع إلى أوائل سبعينيات القرن الماضي.

وأوضح دويه أن هذا الارتفاع في الفقر يعود جزئيًا إلى وقف الدعم الاستثنائي الذي قُدم عام 2022، مثل منحة التضخم والمساعدة الخاصة بعودة المدارس، والتي كانت تهدف إلى تعزيز القدرة الشرائية للأسر محدودة الدخل. كما أشار إلى أن اتساع شريحة العاملين لحسابهم الخاص من أصحاب المشاريع الصغيرة محدودي الدخل ساهم في تفاقم الوضع.

وفي السياق ذاته، سجلت معدلات التفاوت الاجتماعي ارتفاعًا حادًا، نتيجة تراجع مستوى معيشة الفئات الأكثر فقرًا، مقابل تحسّن أوضاع الفئات الميسورة. وقال دويه: “الفجوة بين الأغنياء والفقراء بلغت أعلى مستوياتها منذ ثلاثة عقود”، مشيرًا إلى أن “دخل الفئات الفقيرة لم يتمكن من مواكبة وتيرة التضخم، في حين ارتفع دخل الفئات الغنية بوتيرة أسرع، مدفوعًا بتحسن سوق العمل والأداء القوي للأصول المالية”.