نعرض لكم متابعينا الكرام أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: قصة “سارق الدجاجتين”: الإفراج عن سيجون أولووكيري المحكوم بالإعدام بعد 14 عامًا في السجن المنشور في الأربعاء 8 يناير 2025 06:42 مساءً
في قضية أثارت جدلاً واسعاً في نيجيريا، أفرجت السلطات عن الشاب سيجون أولووكيري “سارق الدجاجتين”، بعد أن أمضى 14 عامًا في السجن، إثر إدانته بسرقة دجاجتين وقفص من البيض. القصة التي بدأت بجريمة بسيطة تحولت إلى قضية وطنية شغلت الرأي العام، خاصة مع الشكوك حول تطبيق العدالة في حالة القُصَّر.
الحادثة: سارق الدجاجتين يفاجئ بالمتابعة
بدأت القصة في عام 2006، عندما كان أولووكيري، الذي كان في السابعة عشرة من عمره، قد اقتحم منزل ضابط شرطة بمسدس خشبي وسيف رفقة شريكه موراكينيو صنداي. كانت السرقة متواضعة للغاية، حيث لم يتمكنا إلا من سرقة دجاجتين فقط وقفص بيض. ومع ذلك، كانت تلك الجريمة البسيطة بداية لرحلة طويلة في السجون، امتدت لأكثر من عقد من الزمن.
إدانة قاصرين والحكم بالإعدام
على الرغم من أن سارق الدجاجتين كان قاصراً عند وقوع الجريمة، فإن المحكمة العليا في ولاية أوسون في عام 2010 قضت عليه هو وشريكه بالإعدام شنقاً، بعد إدانتهما بتهم التآمر على السطو المسلح، والسرقة. كان الحكم قاسياً للغاية بالنظر إلى طبيعة الجريمة، وكان يحمل في طياته عدم مراعاة القوانين التي تحمي القُصَّر.
قانون حماية القُصَّر: تجاهل حقوق الطفل
أحد أبرز القضايا التي أثارت الاستياء هو تجاهل المحكمة لقانون حماية القُصَّر، الذي ينص على عدم إصدار أحكام بالإعدام أو السجن طويل الأمد على القُصَّر.
ويعتبر هذا القانون جزءًا من حقوق الطفل التي تكفلها المنظمات الحقوقية الدولية. وقد أثار هذا التفسير الغريب للقانون غضباً واسعاً، حيث اعتبرت المنظمات الحقوقية هذا الحكم غير عادل، خاصة في ظل أن أولووكيري كان في مرحلة المراهقة عندما ارتكب الجريمة.
حملة حقوقية ناجحة
كانت هناك جهود كبيرة من المنظمات الحقوقية لتسليط الضوء على قضية “سارق الدجاجتين”، حيث قادت الممثلة النيجيرية بيولا أديبايو حملة قوية، إلى جانب شخصيات عامة أخرى، للمطالبة بإعادة النظر في الحكم. وتُعتبر هذه الحملة جزءًا من الضغط الكبير الذي ساهم في تغيير موقف السلطات.
في خطوة مؤثرة، ظهر والد أولووكيري في بودكاست يناشد السلطات بمنح ابنه العفو، قائلاً إن ابنه تعلم الدرس بعد سنوات من السجن، ويستحق فرصة ثانية في الحياة. وقد لعب هذا النداء الإنساني دوراً كبيراً في التأثير على الرأي العام وتغيير وجهة نظر الحكومة حول القضية.
الإفراج: انتصار للعدالة أم خطوة غير كافية؟
في النهاية، أفرج حاكم ولاية أوشون عن أولووكيري، حيث تم إطلاق سراحه من سجن كيريكيري شديد الحراسة. رحبت العديد من المنظمات الحقوقية بهذا القرار باعتباره انتصاراً للعدالة، وأشادت بإطلاق سراحه باعتباره فرصة له للاندماج مجددًا في المجتمع.
لكن، من جهة أخرى، دعا خبراء القانون إلى إصلاحات عاجلة في النظام القضائي، لضمان حماية حقوق القُصَّر وتطبيق القوانين بشكل أكثر عدلاً وإنصافاً. فالعديد من المحامين والنشطاء أكدوا ضرورة إحداث تغييرات قانونية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل، ومنع المحاكم من إصدار أحكام قاسية ضد القُصَّر.
إطلاق سراح سيجون أولووكيري “سارق الدجاجتين” بعد 14 عامًا في السجن يعد خطوة هامة، ولكنها تثير تساؤلات حول العدالة وحقوق القُصَّر في نيجيريا. القصة التي بدأت بسرقة دجاجتين تحولت إلى قضية وطنية، وقد ألقت الضوء على ضرورة إصلاح النظام القضائي في نيجيريا لضمان تطبيق القوانين بشكل عادل، والحفاظ على حقوق الطفل في جميع القضايا الجنائية.