06:03 إيران تحطم عقيدة الردع الصهيونية: لماذا الآن... وماهي التداعيات؟ - الخليج الان

نستعرض لكم في هذا المقال أبرز الأحداث والتطورات على الساحة عن

Advertisements


إيران تحطم عقيدة الردع الصهيونية: لماذا الآن... وماهي التداعيات؟ - الخليج الان, اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024 05:59 مساءً

إيران تحطم عقيدة الردع الصهيونية: لماذا الآن... وماهي التداعيات؟

نشر بوساطة فؤاد العجرودي في الشروق يوم 02 - 10 - 2024


قالت إيران كل شيء باستعراض قوتها العسكرية في قلب الكيان الصهيوني تل أبيب معلنة عن المنعطف الأخير في مسار تفكيك الصهيونية العالمية.
وربما وجهت طهران بهذه الضربة الإستعراضية التي جاءت أياما قليلة قبل قمة «البريكس» في موسكو ورقة صفراء أخيرة لمحور التطبيع مفادها أن الإستقواء بالتحالف الصهيو أمريكي بمثابة التعلق بقشة وسط هذا الطوفان الجارف الذي يشكل بكل المقاييس نهاية مخاض تشكل العالم الحر الجديد غير الخاضع للأحكام المسبقة ولا لمنطق الكبار والصغار.
بل إن طهران عزلت تماما محور التطبيع بترسيخ مفهوم «العدو المشترك» التحالف الصهيو أمريكي مترفعة عن استفزازات وإيذاءات المطبعين التي تجاوزت حدود الخيال عندما ظهر وزير الخارجية السعودي في مقر الأمم المتحدة ساعة بعد اغتيال الزعيم «حسن نصر اللّه» ليطرح خيار الإستسلام والخضوع لترتيبات المعاهدة الإبراهيمية بوصفها البديل الضامن للإستقرار معتقدا أن الظروف قد تهيأت لذبح محور المقاومة من الوريد إلى الوريد.
وفي المقابل أكدت إيران أنها دولة مؤسسات لا تتخذ قراراتها تحت الضغط مثلما تحدد خطواتها في نطاق الإلتزام الكامل تجاه شركائها في بناء العالم الجديد وبمقتضى عقيدة استراتيجية تضع على رأس أولويات الأمن القومي تحرير القدس وتوحيد الأمة الإسلامية.
والواضح أيضا أن طهران قد حطمت كل ما بناه التضليل الإعلامي الصهيوني منذ اغتيال إسماعيل هنية في طهران في نطاق مجريات الهجوم المضاد للمنظومة الصهيونية الذي بدأ باختراق مدينة «كورسك» الروسية لإفتعال صورة تؤثر في خيارات الدول التي تقف في نصف الطريق وتهيئة الأجواء لإطلاق موجة جديدة من الإرهاب الصهيوني تقوم على ثلاث محاور أساسية هي اغتيال الزعماء وافتعال الثورات الملونة والتفجيرات المدوية للتذكير بقنبلة هيروشيما على غرار الغارة المتوحشة التي أدت إلى استشهاد الزعيم حسن نصر اللّه في بيروت.
وعلى هذا الأساس جاء الهجوم الإستعراضي الإيراني على تل أبيب ليغلق هذا القوس بعد مرحلة تأمين الذات التي فرضها الهجوم المضاد للمنظومة الصهيونية ليعيد محور المقاومة ومن ورائه سائر الشركاء في بناء العالم الجديد إلى دائرة الفعل استكمالا لمسار ثابت يقوم على الإستنزاف الإستراتيجي لإسرائيل بوصفها العمود الفقري لما يسمى الصهيونية العالمية التي وصلت إلى مرحلة العمى الإستراتيجي بعد أن استنفدت كل أسلحتها حيث يبدو «نتنياهو» مثل الملاكم الذي يقف منهكا تماما في زاوية الحلبة مهيأ للضربة القاضية التي يرجح أن تكون في شكل اجتياح بري متعدد المسارات.
الأكيد أن المنطقة ستشهد رجات ارتدادية عنيفة ناتجة عن تخبط المنظومة الصهيونية لكن المسار المنبثق عن النضال الوطني الفلسطيني هو مسار ثابت سيدرك غايته مهما كانت فاتورة الدم لأن تل أبيب وحلفاءها يناورون داخل دائرة مغلقة بالمعيار العسكري بعد أن تجاوزت الوقائع على الأرض بكثير منطق حل الدولتين وبالتالي انعدام إمكانيات التعايش بين العالمين القديم والجديد.
فالواضح أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تحارب نيابة عن المنظومة الأطلسية برمتها كما أنها غير قادرة على فك الإرتباط بالكيان الصهيوني وهو ما يرجح أن مصير قواتها في المنطقة سيكون مشابها للخروج المذل من النيجر كما أن الاتحاد الأوروبي لا يملك لا الجيش و لا المال حتى يساير مجريات هذا الصراع العالمي فيما يبدو مثلث اليابان والفيليبين وكوريا الجنوبية عاجزا عن فعل أي شيء بسبب اعتماده المطلق على الحماية الأمريكية عقودا طويلة.
وبالمحصلة تكشف تطورات الأحداث إقليميا ودوليا عن حكاية أهل كهف جديدة فالواضح أن المنظومة الصهيونية قد دخلت في سباة عميق منذ انهيار الاتحاد السوفياتي لتكشف الآن أن العالم قد تغير بالفعل لدرجة أن القوات اليمنية أصبح بإمكانها لوحدها أن تردع أي تدخل أمريكي وهي الرسالة التي تلقتها واشنطن من خلال الهجوم اليمني الأخير الذي أصاب ثلاث مدمرات أمريكية في البحر الأحمر السائر نحو مزيد من الاحمرار.
الأخبار

.

أخبار متعلقة :