شكرا لاهتمامكم بخبر عن صورة نادرة للعندليب الأسمر حليم على فراش المرض تُبكي قلوب محبيه.. عانى من المرض بصمت ورفض زراعة الكبد 44 عامًا تفاصيل مرعبة على موقع الخليج الان
عدن - ياسمين فواز - 44 عامًا مرت على رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي غادر دنيانا يوم 30 مارس عام 1977، وبالرغم من أن حياته كانت أشبه بـ«أسطورة» بدأت ملامحها في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وتقديم أولى أفلامه «لحن الوفاء» وتربعه على عرش الغناء مدة تزيد عن 20 عامًا ونسج القصص عن حياته الأسرية والمرضية والعاطفية، كانت وفاته أيضًا محل اهتمام الوطن العربي.
ورغم مضي الأيام وتعاقب السنوات، لا يزال صوت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يملأ الدنيا، وأفلامه تفتح شهية الشباب للحب والغناء ولا تكمن موهبة العندليب في صوتة فقط، وإنما في قدرته على تحمل آلام المرض لسنوات طويلة، وبراعته في صناعة المجد والشهرة خلال رحلة عمره القصيرة التي أنهاها المرض.بدأت معاناة العندليب الأسمر مع المرض مبكرا، وتولى مهمة علاجة الدكتور زكي سويدان، الذي نصحه بالسفر إلى لندن خوفا على صحته بعد تكرار عمليات النزيف.
في عام 1956 أصيب بأول نزيف، وبدأت رحلة الألم الحقيقية في حياة الشاب الذي ظن أن الدنيا فتحت بابها على مصراعيه لينهل من خيراتها، لكن القدر كان يخبئ له تفاقم مرض البلهارسيا.
عاش عبد الحليم حافظ حياة بائسة بسبب المرض الذي أنهك جسده الهزيل، وتعطلت مسيرة حليم الفنية أكثر من مرة بسبب العمليات الجراحية التي أجراها، والتي وصلت إلى أكثر من 60 عملية.
بمرور الأيام ساءت حالته الصحية، وأصيب الكبد بالتليف الكامل، وفي عام 1972، هاجمه نزيف شديد، بعد إحيائه حفلا كبيرا بدولة المغرب، وتردد أنه نزف دمه كله وقتها، وسافر إلى أمريكا بحثا عن الشفاء, ثم اتجه إلى فرنسا.
سبب بكاء العندليب عند نزول عبد الحليم من الطائرة في مطار القاهرة بعد رحلته العلاجية بكى بشدة من التأثر والفرح معا عند رؤيته أولاد أخته عليه وأخيه إسماعيل الذين كانوا ينتظروه بفارغ الصبر ويقولون له بشوق ولهفة: «بابا حليم.. بابا حليم».ووصلت معاناة العندليب الأسمر مع المرض لقمتها في بداية عام 1977، الذي توفى في ثلثه الأول، فقد غادر حليم القاهرة في 9 يناير لبداية رحلة علاجية، وكان من المفترض أن يكون السفر لإجراء فحوصات طبية للاطمئنان ليس أكثر، ولكنه أصيب بمرض "الصفرا" ليضطر الأطباء أن يعطوه عقار الكورتيزون بكميات كبيرة للقضاء على المرض.
رفضه لزراعة الكبد قال محمد شبانة نجل شقيق "العندليب الأسمر" في تصريحات سابقة لـ"مصراوي": "فعلًا، عمو حليم رفض فكرة إجراء عملية زراعة كبد خوفًا من أثر العملية وهو النسيان".
وأوضح شبانة "كان بيقول يارب أنا مقدرش أنسى ومش عايز أعيش وأنا بنسى، ومقدرش أمارس عملي وانسى حاجة، يارب ريحني، وربنا استجاب له وتوفاه".
ويعتبر عبدالحليم حافظ أول مريض يقوم بحقن دوالي المريء، كان الأمر جديدا والهدف منه إيقاف النزيف المتكرر، واستقر به الأمر في آخر أيامه داخل مستشفى سالبتيير بالعاصمة الفرنسية باريس، وهناك كتب القدر نهايته في 30 مارس/ آذار 1977، بعد رحلة طويلة من الفن والإبداع.