في واحدة من أكثر القصص الإنسانية التي هزّت وجدان السعوديين والعرب، طُويت اليوم صفحة "الأمير النائم" الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، بعد أن فارق الحياة صباح السبت، عقب 20 عامًا من الغيبوبة الكاملة التي عاشها جسدًا بلا صوت، وروحًا عالقة بين الحياة والمجهول.
تفاصيل تُروى لأول مرة عن الحادث والرحلة المؤلمة داخل غرف العناية المركزة.. ومتى كانت لحظة الأمل الأخيرة؟
قصة الأمير الوليد بدأت في أبريل عام 2005، حين كان لا يزال شابًا واعدًا يدرس في الكلية العسكرية في لندن، يتهيأ لحياة مهنية مشرقة في صفوف القوات المسلحة. لكن حادثًا مروريًا مفاجئًا ومروّعًا، قيل إن سببه "خلل مفاجئ" في الطريق، غيّر حياته إلى الأبد. فقد أُصيب الأمير الشاب بإصابات بالغة أدخلته في غيبوبة لم يصحُ منها قط، رغم كل محاولات الأطباء داخل المملكة وخارجها.
ولم تُشخّص حالته الطبية بشكل قاطع طوال السنوات، وظلّت تفاصيل "المرض" الذي أبقاه بين الحياة والموت لغزًا حيّر الكثير من المتخصصين، وفتح المجال للتكهنات والآمال.
رفض والده، الأمير خالد بن طلال، مرارًا وتكرارًا فصل الأجهزة الطبية عنه، مؤمنًا بأن الله قادر على شفائه، مستندًا إلى بعض الإشارات الجسدية التي ظهرت بين الحين والآخر، ودفعت الملايين لمتابعة قصة الأمير النائم كأمل لا يُقهر، وصبر لا مثيل له.
الأمير الوليد، هو الابن الأكبر للأمير خالد بن طلال، وينتمي إلى أحد أبرز فروع العائلة المالكة، كما أنه ابن شقيق رجل الأعمال المعروف الأمير الوليد بن طلال. وقد واكبت قصته كاميرات الإعلام، ولامست القلوب، وتحولت إلى رمز للوفاء العائلي والتشبث بالأمل حتى آخر لحظة.
أعلن الأمير خالد بن طلال أن الصلاة على الفقيد ستُقام غدًا الأحد 20 يوليو 2025 الموافق 25 محرم 1447 هـ، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، بعد صلاة العصر مباشرة.
ويُقام عزاء الرجال في قصر الأمير الوليد بن طلال بحي الفاخرية، بينما تُستقبل النساء في قصر الأمير طلال بن عبدالعزيز، بعد صلاة المغرب، على مدى ثلاثة أيام.
وبرحيله، تنتهي قصة امتدّت لعقدين، بطلها جسد نائم لكنّه أطلق أقوى رسائل الصبر والثبات، قصة لن تُنسى من الذاكرة السعودية والعربية.. قصة الأمير النائم.