الخميس 3 يونيو 2021
تستعد وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لمتابعة النجوم المتفجرة، مما يساعد على تسليط الضوء على العديد من الألغاز الكونية.
ويقول بيان أصدرته الوكالة في 28 مايو/ آيار الماضي، إن المرصد واسع المجال للمسح بالأشعة تحت الحمراء، وهو مرصد فضائي قيد التطوير، سيساعد في توضيح القياسات المتضاربة لمدى سرعة توسع الكون حاليا، وتوفير طريقة جديدة لاستكشاف توزيع المادة المظلمة، والتي لا يمكن اكتشافها إلا من خلال تأثيرات الجاذبية، ويتضمن أحد الأهداف العلمية الأساسية للمهمة استخدام المستعرات الأعظمية للمساعدة في تحديد طبيعة الطاقة المظلمة، وهو الضغط الكوني غير المبرر الذي يسرع من تمدد الكون.
وتشكل الطاقة المظلمة غالبية الكون، لكننا في الواقع لا نعرف ما هي، ومن خلال تضييق نطاق التفسيرات المحتملة، يمكن للمرصد واسع المجال للمسح بالأشعة تحت الحمراء، إحداث ثورة في فهمنا للكون، والطاقة المظلمة هي مجرد واحدة من العديد من الموضوعات التي سيستكشفها المرصد.
ومن المقرر أن يستخدم المرصد واسع المجال للمسح بالأشعة تحت الحمراء طرقًا متعددة للتحقيق في الطاقة المظلمة، وتتضمن إحداها مسح السماء لنوع خاص من النجوم المتفجرة، يسمى مستعرا أعظم من النوع (la).
وتحدث العديد من المستعرات الأعظمية عندما ينفد وقود النجوم الضخمة، وتنهار بسرعة تحت ثقلها، ثم تنفجر بسبب موجات الصدمة القوية التي تدفع خارجها، وتحدث هذه المستعرات الأعظمية مرة واحدة كل 50 عامًا في مجرتنا درب التبانة.
لكن الأدلة تشير إلى أن المستعرات الأعظمية من النوع (Ia) تنشأ من بعض أنظمة النجوم الثنائية التي تحتوي على قزم أبيض واحد على الأقل (بقايا قلب صغير ساخن لنجم شبيه بالشمس)، وتعد المستعرات الأعظمية من النوع (Ia) أكثر ندرة، حيث تحدث مرة كل 500 عام تقريبًا في مجرة درب التبانة.
وفي بعض الحالات، قد يسحب القزم المواد من رفيقه، ويؤدي هذا في النهاية إلى رد فعل سريع، حيث ينفجر القزم بمجرد وصوله إلى نقطة معينة حيث يكتسب الكثير من الكتلة ويصبح غير مستقر، ووجد علماء الفلك أيضًا أدلة تدعم سيناريو آخر، يتضمن قزمين أبيضين يدوران باتجاه بعضهما البعض حتى يندمجا، وإذا كانت كتلتها المجمعة عالية بما يكفي بحيث تؤدي إلى عدم الاستقرار، فإنها أيضًا قد تنتج مستعرا أعظم من النوع (Ia).
ويسعى علماء الفلك باستخدام المرصد لدراسة ضوء هذه المستعرات الأعظمية لاكتشاف مدى سرعة الابتعاد عنا، وبمقارنة سرعة انحسارها على مسافات مختلفة، سيتتبع العلماء التوسع الكوني بمرور الوقت، وسيساعدنا هذا على فهم ما إذا كانت الطاقة المظلمة قد تغيرت على مدار تاريخ الكون وكيف تغيرت.