دقة 8K والذكاء الاصطناعي.. مستقبل الترفيه المنزلي أصبح على الأبواب - موقع الخليج الان

نعرض لكم متابعينا الكرام أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: دقة 8K والذكاء الاصطناعي.. مستقبل الترفيه المنزلي أصبح على الأبواب - موقع الخليج الان المنشور في الخميس 22 أغسطس 2024 03:14 مساءً

Advertisements

بقلم نيكولا أكسينتيجيفيتش، رئيس قسم العرض المرئي في سامسونج جلف للإلكترونيات.


تضمنت مسيرة تطور أجهزة التلفاز إنجازات بارزة، بدءًا من الانتقال من الأبيض والأسود إلى الألوان، والتحول من الدقة القياسية إلى الدقة العالية، وآخرًا الانتقال من الدقة العالية إلى دقة 4K. وعززت كل هذه التطورات جودة تجربة المشاهدة بنحو كبير. وتُعدّ أحدث التطورات في تقنيات الترفيه المنزلي وخاصةً أجهزة التلفاز بدقة تبلغ 8K المدعمة بإمكانات الذكاء الاصطناعي، قفزة نوعية ستُعيد تعريف علاقتنا بالوسائط المرئية.

ولكي ندرك أهمية دقة 8K، من الضروري أولًا أن نفهم مواصفاتها التقنية، إذ تتميز شاشة 8K بدقة تبلغ 7680 × 4320 بكسل، وينتج عنها 33 مليون بكسل. ويمثل ذلك أربعة أضعاف دقة 4K، التي تبلغ 3840 × 2160 بكسل، وستة عشر ضعف دقة (Full HD)، التي تبلغ 1920 × 1080 بكسل.

وتُعدّ تأثيرات هذه الدقة العالية كبيرة للغاية، حيث يتم فيها تحييد قدرة العين البشرية على تمييز وحدات البكسل الفردية على مسافات المشاهدة القياسية بشكل فعال، مما يوفر صورة ذات وضوح وتفاصيل غير مسبوقة. ويعزز هذا المستوى من الدقة البصرية درجة انغماس المشاهد في بيئات منزلية لم يكن من الممكن توفيرها من قبل، مما يؤدي إلى سد الفجوة بين الترفيه المنزلي وتجارب السينما الراقية.

دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز دقة 8K:

لا يمكننا إنكار قدرات دقة 8K، ولكنها تمثل من جهة أخرى تحديًا كبيرًا مثل النُدرة الحالية لمحتوى 8K الأصلي. وهنا يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا، فعلى سبيل المثال، يعمل معالج (Neural Quantum) من سامسونج، المدعم بالذكاء الاصطناعي، سد فجوة المحتوى هذه من خلال تقنيات الترقية المتقدمة.

ويقدم تلفاز (Neo QLED 8K) الذي يبلغ مقاسه 98 بوصة من سامسونج، والذي يعمل بمعالج (Neural Quantum)، أحدث التطورات في تقنيات العرض، ليزود المشاهدين بجودة صورة محسنة وتجارب مشاهدة غامرة.

ويستخدم المعالج الكمومي العصبي خوارزميات التعلم الآلي لتحليل المحتوى الأقل دقة لحظيًا. ويحدد الأنماط والتراكيب والحافات داخل الصورة، ثم يقدم وحدات بكسل إضافية بذكاء للوصول إلى جودة 8K. وتتجاوز هذه العملية أكثر من مجرد مضاعفة وحدات البكسل، فهي تستفيد من قاعدة بيانات ضخمة من معلومات الصور لاتخاذ قرارات مستنيرة حول كيفية تحسين الصورة.

فعلى سبيل المثال، عند رفع مستوى صورة 4K لمشهد جرى تصويره في غابة، يعمل الذكاء الاصطناعي على زيادة عدد البكسلات ويتعرف أيضًا العناصر المتعددة في الصورة مثل الأوراق وملمس لحاء الشجر وتدرجات الألوان الدقيقة، ثم يستخدم هذه المعلومات لإضافة تفاصيل واقعية لم تكن موجودة في اللقطات الأصلية. والنتيجة هي صورة محسنة بنحو كبير، ومع أنها ليست بدقة 8K الأصلية، ولكنها توفر تجربة مشاهدة متفوقة بكثير مقارنةً بالمحتوى الأصلي ذي الدقة المنخفضة.

تجربة بصرية وسمعية محسنة:

تتضمن أجهزة التلفاز الحديثة ذات دقة 8K العديد من التقنيات الإضافية التي تعمل على تحسين تجربة المشاهدة. فعلى سبيل المثال، تعمل تقنية HDR (النطاق الديناميكي العالي) على توسيع نطاق سطوع الشاشة ومجموعة الألوان بنحو كبير. وتتيح هذه التقنية الحصول على إضاءة ساطعة بشكل لا يصدق وظلال عميقة ودقيقة داخل نفس الإطار، وينتج عن ذلك صورة ذات تباين وحيوية ملحوظَين.

تتجاوز قدرات الذكاء الاصطناعي في تلفاز (Samsung Neo QLED 8K) مجرد الارتقاء بالجودة، حيث يقوم نظام التلفاز بتحليل المحتوى وظروف الإضاءة المحيطة ببيئة المشاهدة باستمرار، ثم يقوم بضبط مقاييس الصورة المختلفة بشكل ديناميكي مثل التباين والحدّة وتوازن الألوان لتحسين جودة الصورة لحظيًا. وتضمن هذه العملية التكيفية أن يستمتع المشاهد دائمًا بأفضل صورة ممكنة بغض النظر عن نوع المحتوى أو ظروف المشاهدة.

ومن حيث الصوت، يمثل إدماج تقنيات مثل: Dolby Atmos، وObject Tracking Sound تقدمًا كبيرًا في مجال تقنيات أجهزة التلفاز، إذ توفر تقنية Dolby Atmos مسرحًا صوتيًا ثلاثي الأبعاد بدقة صوت واضحة داخل مساحة المشاهدة. وتذهب تقنية Object Tracking Sound إلى أبعد من ذلك من خلال ضبط مخرجات الصوت لمطابقة الحركة على الشاشة، مما يوفر تجربة صوتية أكثر غنى وواقعية.

تأثيرات التقنيات المتطورة في الترفيه المنزلي وغيره من المجالات:

لا يقتصر تأثير انتشار أجهزة التلفاز ذات دقة 8K في تجربة المشاهدة فحسب، بل يتعداه ليصل إلى صناعات عديدة. فمن المتوقع أن يشهد العالم تحولات في صناعة المحتوى، والبنية التحتية للإنترنت، وحتى في تصميم المنازل، وذلك لتلبية متطلبات هذه التقنية الجديدة.

سيحتاج منشئو المحتوى ومنهم استوديوهات الأفلام وخدمات بث المحتوى إلى تكييف خطوط إنتاجهم للاستفادة الكاملة من دقة 8K. وقد يتضمن ذلك، الاستثمار في معدات تصوير جديدة وتحديث سير العمل في مرحلة ما بعد الإنتاج وربما إعادة تقييم تقنيات سرد القصص للاستفادة من التفاصيل المعززة والانغماس الذي توفره شاشات 8K.

بينما من منظور النشر، ستتطلب أحجام الملفات الضخمة المرتبطة بمحتوى 8K تطوير تقنيات ضغط البيانات وتحسين البنية التحتية للإنترنت، وهذا من شأنه أن يسرع من تطوير تقنيات الإنترنت الحديثة ونشرها.

ومن حيث تصميم المنازل، قد يؤثر اختيار الشاشات الضخمة العالية الدقة في القرارات الهندسية. وقد نشهد زيادة في مساحات المسرح المنزلي المخصصة أو مناطق المعيشة المصممة خصوصًا لاستيعاب الشاشات الكبيرة بحجم الحائط. وأصبح هذا التوجه منتشر بالفعل في بعض المناطق مثل الخليج.

المستقبل الغامر والمشوق بانتظارنا:

سيشهد عالم الترفيه المنزلي تحولًا كبيرًا في وقتٍ قريب استجابةً للتطور السريع لتقنيات العرض والذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تعيد هذه التطورات تعريف كيفية استهلاكنا للمحتوى والتواصل مع القصص والتجارب التي تشكل ماهية حياتنا.

وتبشر التطورات التي شهدتها تقنية (micro-LED) بعصر جديد من الدقة البصرية، إّ تمتلك شاشات (micro-LED) القدرة على تقديم نسب تباين لا مثيل لها وسطوع مذهل وكفاءة استثنائية في استخدام الطاقة مما يمنحها القدرة على تجاوز قيود التقنيات الحالية وتوفير تجربة غامرة للمشاهدين تؤدي إلى تلاشي الخط الفاصل بين الواقع والعالم الرقمي.

ومن المتوقع في الوقت ذاته أن يؤدي إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى إحداث نقلة نوعية في اكتشاف المحتوى وتخصيصه، إّ تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل عادات المشاهدة والتفضيلات توفير توصيات فردية تضمن للمشاهدين التنقل بسهولة عبر بحر المحتوى المتوسع باستمرار واكتشاف التجارب التي تتوافق مع أذواقهم.

وستعمل هذه التقنيات كلما ازدادت نضجًا وتطورًا على تسهيل وصول الجميع للتجارب السينمائية العالية الجودة، الأمر الذي من شأنه أن يوفر مستويات غير مسبوقة من الدقة البصرية والسمعية للمنازل في مختلف أنحاء العالم.

ومن المرجح أن يؤثر هذا التطور بنحو كبير في إنشاء المحتوى ونشره واستهلاكه مما سيعيد بدوره تشكيل المشهد الإعلامي بالكامل عمّا نعرفه اليوم.

ويحمل مستقبل الترفيه المنزلي إمكانات غير محدودة، حيث تستمر الحدود بين التقنيات المتطورة والتجربة الإنسانية في التلاشي. وسيكون من الرائع أن نشهد في المستقبل كيف ستعمل هذه الابتكارات على إعادة تعريف علاقتنا بالشاشة وتوفير أبعاد جديدة لسرد القصص وتعزيز الاتصال العاطفي.

تم

أخبار متعلقة :