بعد التقاطه صورا مذهلة للكون.. تعرف على قدرات وآلية عمل تلسكوب "جيمس ويب"

محمد الرخا - دبي - الاثنين 18 يوليو 2022 11:00 صباحاً - بعد أن التقط تلسكوب ”جيمس ويب“ الفضائي حديثًا، أدق صور للكون وفي ظل محاولة العلماء الاستفادة من قدراته ”غير المسبوقة“ لرصد بدايات تشكل الكون، ودراسة العوالم الداعمة لوجود الحياة في النجوم البعيدة؛ تبرز تساؤلات عن آلية عمله وتطبيقاته المستقبلية الطموحة.

Advertisements

وكانت الوكالة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء ”ناسا“، أطلقت تلسكوب ”جيمس ويب“ الفضائي في الـ25 من ديسمبر/كانون الأول 2021، من موقع تابع لوكالة الفضاء الأوروبية في ”غويانا“ الفرنسية في قارة أمريكا الجنوبية، على متن صاروخ ”إريان 5“ الفضائي.

مرصد فضائي

و“التلسكوب“ عبارة عن مرصد فضائي للأشعة تحت الحمراء، ونشرت ”ناسا“ أولى صوره في الـ12 من يوليو/تموز 2022، بعد 12.5 ساعة من الرصد فقط، وحصلنا من خلالها على أعمق صور للكون حتى الآن.

وبلغت قيمة ”التلسكوب“ 10 مليارات دولار، وهو أقوى وأكبر ”تلسكوب“ فضائي أطلقته ”ناسا“ حتى الآن.

 

موقع مثالي

واستغرق ”التلسكوب“ مدة 30 يوما منذ إطلاقه، ليسافر مسافة 1.5 مليون كيلومتر، حتى يصل إلى وجهته النهائية، واستقر في المنطقة ”لاغرانج إل 2“ مستقرة الجاذبية في الفضاء، وهي نقطة قريبة من الأرض وتقع في المنطقة المقابلة للشمس.

ويسمح مدار ”التلسكوب“ بالدوران مع الأرض في هذه النقطة التي استخدمتها تلسكوبات سابقة مثل تلسكوب ”هيرشل“ الفضائي، ومرصد ”بلانك“ الفضائي.

واحتاج ”التلسكوب“ مدة 6 أشهر لفتح المرايا والدرع الشمسية، ولتشغيل الأنظمة الداعمة، مثل: التبريد.

تطبيقات مستقبلية

وأشارت ”ناسا“ إلى أن أبرز التطبيقات المستقبلية الطموحة للتلسكوب تتركز في رصد أول ضوء في الكون، وبداية تشكل المجرات، وولادة النجوم، والأنظمة النجمية والكواكب الداعمة لتشكل الحياة.

ومع أن تلسكوب ”هابل“ الفضائي لا يزال قيد التشغيل، يتوقع أن يعمل مع تلسكوب ”جيمس ويب“ في الأعوام الأولى.

و“هابل“ مصمم لالتقاط الأشعة فوق البنفسجية والضوئية للفضاء، في حين يحتوي تلسكوب ”جيمس ويب“ على 4 أدوات لرصد الأشعة تحت الحمراء.

ويبلغ العمر المقدر ”للتلسكوب“ 5 أعوام، ولكن الباحثين يخططون لتشغيله 10 أعوام، وهو قادر على إرسال دفعتين من المعلومات إلى الأرض يوميًّا؛ وفقا لموقع ”سبيس“.

رصد الضوء الأول

يرى العلماء أن الكون تشكل بعد الانفجار العظيم، وكان فضاء من الجسيمات، مثل: الإلكترونات، والبروتونات.

ولم يظهر الضوء إلا بعد أن برد الكون واتحدت الجسيمات مع بعضها، ويهدف ”تلسكوب ويب“ إلى رصد الضوء الأول لدراسة المراحل الأولى من بدايات الكون.

مرحلة إعادة التأيين

ويهدف ”التلسكوب“ أيضا، إلى دراسة مرحلة إعادة التأيين، التي تشير إلى بداية تشكل النجوم، عندما اكتسبت ذرات الهيدروجين إلكترونات في مداراتها.

تشكل المجرات

يتطلع الباحثون كذلك، إلى فهم توزع المادة على مقاييس ”ضخمة“ في المجرات، وانتقالها من الأشكال البدائية إلى الأشكال ”الحلزونية والإهليلجية“ التي نراها اليوم.

الحياة الفضائية

اكتشف علماء الفضاء كواكب خارجية عديدة في الفترة الأخيرة، ويستطيع تلسكوب ”جيمس ويب“ تفحصها بدقة أعلى ودراسة أغلفتها الجوية؛ ما يساعد العلماء على تتبع شروط الحياة فيها.

 

محركات دقيقة

وتمتاز مرآة الرصد على متن ”التسلكوب“ بأنها مصنوعة من معدن ”البيريليوم“، الأخف وزنًا من الألمنيوم والزجاج، وهي موزعة على شكل 18 لوحًا مسدسًا مسطحًا تمامًا.

وبعد وصول ”التلسكوب“ إلى وجهته، عملت محركات دقيقة على تحريك أجزاء المرآة، لتتموضع بالطريقة المطلوبة، بدقة توازي سمك شعرة الإنسان؛ وفقا لصحيفة ”الغارديان“.

تعاون دولي

يذكر أن إطلاق تلسكوب ”جيمس ويب“ جاء ثمرة لتعاون عالمي بين ”ناسا“ ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية.

وأشارت ”ناسا“ إلى أن العمل على تلسكوب ”جيمس ويب“ حظي بمشاركة 300 جامعة ومنظمة ومؤسسة من الولايات المتحدة و 14 دولة أخرى.

ويستطيع جميع علماء الفضاء حول العالم استخدام ”التلسكوب“ لإجراء تجاربهم الرصدية؛ وفقا لموقع ”ناسا“.