يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال رعاية الحيوانات وحمايتها، ويقدم حلولًا مبتكرة لم تكن ممكنة منذ عقود. فمع تقدم التكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في الجهود العالمية لحماية الحيوانات ورعايتها. 

إذ يستفيد الباحثون والعاملون في مجال الحفاظ على البيئة من الذكاء الاصطناعي للحصول على رؤى أعمق عن سلوك الحيوانات وتحسين إستراتيجيات الحماية، بالإضافة إلى تحسين طرق رعاية الحيوانات في البيئات الطبيعية.

يزداد استخدام الذكاء الاصطناعي حاليًا ليشمل جوانب متعددة في مجال رعاية الحيوانات، مثل: مراقبة الأنواع المهددة بالانقراض، وتسهيل عمليات الإنقاذ في أثناء الكوارث الطبيعية، وتحسين طرق العلاج والرعاية الصحية. وعند دمجه مع تقنيات أخرى مثل تحليل البيانات الكبيرة، والطائرات المسيرة، والتصوير الآلي، تتضاعف تأثيراته الإيجابية في جهود الحماية والإنقاذ. 

وفي هذا المقال، سنوضح أبرز الطرق التي يُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي لدعم الحيوانات وتحسين طرق رعايتها:

1. المساعدة في الحفاظ على الحياة البرية:

تُحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة في حماية الحياة البرية عبر تحسين فعالية الكاميرات المستخدمة في البرية. إذ تلتقط الكاميرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تلقائيًا صورًا للحيوانات، وتحلل الصور لتحديد الأنواع، وحساب أعداد الحيوانات، وتعرف سلوكها دون الحاجة إلى تدخل بشري.

تُتيح هذه الأتمتة المراقبة المستمرة وجمع بيانات قيّمة عن أعداد الحيوانات وسلوكها، وأنماط الهجرة، مما يساهم بنحو كبير في جهود الحماية والدراسات العلمية.

2. مكافحة الصيد الجائر:

يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا أساسيًا في مكافحة الصيد الجائر باستخدام الطائرات المسيرة وأنظمة المراقبة المتقدمة. إذ تحلل هذه التقنيات البيانات الخاصة بسجلات الصيد الجائر السابقة، وحالات الطقس، والبث المباشر من أنظمة المراقبة، وتساعد الخوارزميات في تحديد المناطق المحتملة للصيد الجائر، مما يتيح للفِرق التدخل بسرعة. 

3. مراقبة الموائل الطبيعية:

يساهم الذكاء الاصطناعي في مراقبة الموائل الطبيعية من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية. ويمكن لهذه الأنظمة اكتشاف التغيرات مثل: إزالة الغابات، والأنشطة غير القانونية التي تهدد الحياة البرية. وبفضل التحليلات الفورية والمفصلة، يتمكن خبراء الحماية من تحديد المناطق المهددة ووضع إستراتيجيات حماية مستهدفة بسرعة.

4. مراقبة صحة الحيوانات:

تُحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي تغييرًا جذريًا في طرق مراقبة صحة الحيوانات في المزارع والغابات. فبفضل المستشعرات والكاميرات المتقدمة، يمكن تتبع حركة الحيوانات وسلوكها باستمرار. ويساعد ذلك في اكتشاف التغيرات التي قد تشير إلى مشكلات صحية، مما يتيح التدخل المبكر ويحد من انتشار الأمراض.

5. التشخيص البيطري:

يحسن الذكاء الاصطناعي بنحو كبير مجال التشخيص البيطري من حيث السرعة والدقة. فباستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل الصور التشخيصية مثل: الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، والرنين المغناطيسي بنحو أكثر كفاءة. وتسهل هذه التقنية تحديد الاضطرابات التي قد لا يلاحظها البشر، مما يسرع اتخاذ القرارات العلاجية ويُحسّن فرص التعافي.

6. تحسين طرق تغذية الحيوانات:

تُحلل أنظمة التغذية المدعومة بالذكاء الاصطناعي عوامل متعددة مثل: صحة الحيوانات، وأوزانها، وأعمارها، ومستويات نشاطها لتخصيص وجبات غذائية مثالية. وتُقلل هذه الأنظمة الهدر الغذائي، وتُحسن النمو الصحي للحيوانات.

تم