تكنولوجيا

كيف يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل البحث عبر الإنترنت؟ - موقع الخليج الان

نعرض لكم متابعينا الكرام أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: كيف يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل البحث عبر الإنترنت؟ - موقع الخليج الان المنشور في الاثنين 9 سبتمبر 2024 05:26 مساءً

يغير الذكاء الاصطناعي طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا بنحو كبير كما أن الطريقة التي نبحث فيها عن معلومات عبر الإنترنت تمر أيضًا بتحول عميق في الوقت الحالي، وبنحو تدريجي بدأت تُستبدل محركات البحث التقليدية التي تعتمد على مطابقة الكلمات الرئيسية مع عناوين صفحات الويب المفهرسة تدريجيًا بأنظمة أكثر تقدمًا تستفيد من الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ لتوفير ملخصات دقيقة تعرض المعلومات التي يبحث عنها المستخدم من مواقع إلكترونية مختلفة، مع روابط يمكن للمستخدم الرجوع إليها لتعرف المزيد من المعلومات.

تهدف هذه التحسينات في مجال البحث عبر الإنترنت إلى تغيير طريقتنا في البحث والتفاعل مع المعلومات وتطوير محركات البحث لتساعدنا ليس فقط في العثور على ما نحتاج إليه من معلومات ولكن أيضًا في فهم المعلومات واتخاذ قرارات مستنيرة.

أولًا: تطور عملية البحث عبر الإنترنت عبر السنوات الماضية:

بدأت عمليات البحث عبر الإنترنت بأنظمة بسيطة تعتمد على الكلمات الرئيسية، ومن أوائل محركات البحث AltaVista و Yahoo وهي محركات تعتمد بنحو أساسي على مطابقة استفسارات المستخدمين مع عناوين صفحات الويب المفهرسة. ومع أن هذه الأنظمة فعالة إلى حد ما، فإنها تقدم في الكثير من الأحيان عددًا كبيرًا من النتائج غير المتطابقة عما يبحث عنه المستخدم؛ مما يتطلب من المستخدمين التحقق من العديد من الصفحات في نتائج البحث للعثور على ما يحتاجون إليه.

كان ظهور محرك البحث جوجل في أواخر التسعينيات بمنزلة قفزة كبيرة إلى الأمام في مجال البحث عبر الإنترنت، فقد غيرت خوارزمية Google PageRank طريقة البحث من خلال التركيز في أهمية صفحات الويب، مما أدى إلى نتائج أكثر دقة وفائدة. ولكن حتى مع هذه التطورات، بقيت محركات البحث التقليدية محدودة القدرات بسبب اعتمادها بنحو أساسي على مطابقة الكلمات الرئيسية.

ثانيًا: دخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم البحث عبر الإنترنت:

لقد منح إدماج الذكاء الاصطناعي في تكنولوجيا البحث إمكانيات جديدة. فقد مكّنت خوارزميات التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية والشبكات العصبية محركات البحث من فهم السياق والقصد والدلالات. وقد أدى هذا إلى تطوير تجارب البحث لتصبح أسهل وأكثر دقة.

ومن أبرز التطورات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في عملية البحث القدرة على التعامل مع الاستعلامات المكتوبة باللغة الطبيعية. فبدلًا من كتابة الكلمات الرئيسية، يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة بطريقة المحادثة. على سبيل المثال: بدلًا من البحث عن “أفضل الهواتف القابلة للطي”، يمكن للمستخدم أن يسأل، “ما أفضل الهواتف القابلة للطي المتوفرة حاليًا؟” يمكن لمحرك البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي فهم الاستعلام وتقديم نتائج ذات صلة.

ومع أن الذكاء الاصطناعي قد حسن بنحو كبير دقة نتائج البحث فإن محركات البحث ما تزال محدودة القدرات في التعامل مع الاستعلامات المعقدة التي تتطلب تفكيرًا عميقًا وفهمًا دقيقًا. 

إذ يمكن لمحركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي جلب البيانات بدقة، لكنها غير قادرة على ربط النقاط عندما تواجه أسئلة معقدة. على سبيل المثال: قد يؤدي طرح سؤال “ما الآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية؟” إلى ظهور مقالات عن الأخلاق والذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية بنحو منفصل، لكن محرك البحث لن يدمج هذه المواضيع معًا في إجابة مترابطة تعالج تعقيدات استفسارك. وللتعامل مع مثل هذه الاستفسارات المعقدة، يجب أن يتمتع محرك البحث بالقدرة على التفكير المنطقي لتجميع المعلومات من مصادر متعددة، وتحليلها وتقديم استجابة مفصلة ومناسبة للاستفسار.

ثالثًا: الحوسبة المعرفية والفهم السياقي:

الحوسبة المعرفية (Cognitive computing) هي نوع من الذكاء الاصطناعي يحاكي عمليات التفكير البشري، وتأخذ هذه التقنية البحث الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى المستوى التالي من خلال تمكين الأنظمة من فهم السياق والتفكير بعمق. وهذا لا ينطوي فقط على معالجة محتوى الاستعلام ولكن أيضًا على النظر في نية المستخدم وتفضيلاته وتفاعلاته السابقة. 

على سبيل المثال: إذا بحث المستخدم بنحو متكرر عن معلومات لموضوع معين، فيمكن لمحرك البحث المدعوم بهذه التقنية تغيير استجاباته لتتوافق مع اهتمامات المستخدم.

يمكن لمحركات البحث المعتمدة على هذه التقنية أيضًا تفسير اللغة؛ إذ يمكنها تفسير المصطلحات المختلفة مما يوفر نتائج أكثر دقة وذات مغزى. ويحوّل هذا المستوى من التطور محركات البحث إلى مساعدين أذكياء قادرين على الانخراط في محادثات هادفة.

وهذا التحول له آثار بعيدة المدى عبر مختلف الصناعات، ففي مجال الرعاية الصحية، يمكن لمحركات البحث التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والقادرة على الفهم السياقي مساعدة الأطباء في تشخيص الحالات المعقدة من خلال تحليل المعلومات الطبية وسجلات المرضى. وفي مجال التمويل، يمكن لمحركات البحث ذات القدرات الاستدلالية أن توفر للمستثمرين تحليلات شاملة للسوق، مع مراعاة عوامل مثل: المؤشرات الاقتصادية والأحداث السياسية وغير ذلك.

التعليم هو مجال آخر يمكن لقدرة محركات البحث على التفكير أن تحدث فرقًا كبيرًا فيه، إذ يمكن لمحركات البحث هذه أن تعمل معلمين شخصيين، مما يساعد الطلاب في فهم المواضيع المختلفة المعقدة بسهولة من خلال تقديم تفسيرات سهلة الفهم.

الخاتمة:

مع تطور عملية البحث عبر الإنترنت، فإنها تتخطى تدريجيًا مجرد استخراج البيانات من مصادر مختلفة لتصبح قادرة على فهم المعلومات والسياق وتقديم معلومات مترابطة. فقد بدأت التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي بتحويل محركات البحث إلى مساعدين أكثر ذكاء يمكنهم تقديم إجابات دقيقة للأسئلة المعقدة. ويمكن لهذا التحول التأثير بنحو كبير في العديد من المجالات، مثل: الرعاية الصحية والتعليم، مما يجعل البحث عبر الإنترنت وسيلة لاتخاذ القرار والتعلم.

تم

Advertisements

قد تقرأ أيضا