تركيا .. معارضو أردوغان يتقدمون في السباق على رئاسة بلدية المدن الرئيسية

كتابة سعد ابراهيم - في لحظة محورية للسياسة التركية، أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البلدية التي جرت يوم الأحد أن مرشحي المعارضة يتقدمون في مدينتين رئيسيتين، اسطنبول وأنقرة، مما يوجه ضربة لحزب الرئيس رجب طيب أردوغان الحاكم.

Advertisements

وبحسب صحيفة فايننشال تايمز، ففي إسطنبول، تغلب رئيس بلدية المعارضة أكرم إمام أوغلو على مرشح أردوغان لرئاسة البلدية، مراد كوروم، بفارق كبير بلغ 8 نقاط مئوية، بعد فرز ما يقرب من ثلث الأصوات، بحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية. وفي أنقرة أيضاً، يتقدم رئيس بلدية أنقرة المنتهية ولايته، منصور يافاش، المدعوم من المعارضة، بأكثر من 20 نقطة مئوية، وفقاً للنتائج الأولى التي نشرتها الأناضول.

وتحظى هذه الانتخابات البلدية بأهمية وطنية ودولية هائلة، خاصة في إسطنبول، حيث يواجه إمام أوغلو، وهو شخصية معارضة بارزة، كوروم، الذي يمثل حزب أردوغان الحاكم. وكانت إسطنبول، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 16 مليون نسمة، معقلاً لقوة المعارضة في السنوات الأخيرة، مما أعطى هذه المنافسة الانتخابية أهمية كبيرة.

وتتم مراقبة نتائج هذه الانتخابات عن كثب على خلفية التحديات الاقتصادية المستمرة التي تواجهها تركيا، والتي تميزت بأزمة تضخمية طويلة الأمد. كما أثارت المخاوف بشأن قيادة أردوغان والمسار الديمقراطي للبلاد اهتمامًا كبيرًا في الداخل والخارج.

ومن سيسيطر على إسطنبول سيرث قدراً كبيراً من السلطة، نظراً لميزانية المدينة الكبيرة وقوتها العاملة. أصبح إمام أوغلو، الذي سيطر سابقًا على إسطنبول في عام 2019، منذ ذلك الحين شخصية معارضة بارزة ومرشحًا رئاسيًا محتملاً، مما يؤكد بشكل أكبر على أهمية هذه الانتخابات.

وقام أردوغان بحملة انتخابية قوية لصالح مرشحي حزبه، بما في ذلك كوروم، وعقد تجمعات حاشدة في جميع أنحاء إسطنبول في الفترة التي سبقت الانتخابات. ومع ذلك، فإن شعبية إمام أوغلو ودعمه الشعبي يشكلان تحديًا هائلًا لهيمنة الحزب الحاكم في المدينة.

ومن المرجح أن تتأثر نتائج الانتخابات ليس فقط بالمشاركة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض، بل وأيضاً بدعم الفصائل السياسية الأصغر حجماً. ويمكن للأحزاب المؤيدة للأكراد والإسلاميين والقوميين التي تقدم مرشحيها لمنصب رئاسة البلدية أن تؤثر على النتيجة لصالح حزب العدالة والتنمية أو حزب الشعب الجمهوري.

وبينما تنتظر تركيا النتائج النهائية للانتخابات، فإن شعبية أردوغان وتأثيره الدائم على المشهد السياسي في البلاد لا يمكن إنكارهما. وتعكس جهوده الحثيثة في حملته الانتخابية المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها هذه الانتخابات البلدية، والتي سوف تخلف عواقب بعيدة المدى على الاتجاه السياسي في تركيا في المستقبل.