دراسة: إجراء روتيني أثناء العمليات الجراحية يهدد المرضى بتزايد خطر تلف الأعضاء

السبت 3 ديسمبر 2022 04:10 مساءً - وجدت دراسة أمريكية كبيرة أن إعطاء المرضى مستويات زائدة من الأكسجين أثناء الجراحة ترتبط به زيادة مخاطر إصابة الكلى والقلب والرئة لاحقًا.

Advertisements

 

دراسة: إجراء روتيني أثناء العمليات الجراحية يهدد المرضى بتزايد خطر تلف الأعضاء

 

وعلى الرغم من أن الخطر المطلق لا يزال منخفضا، إلا أن هذه الدراسة تشير إلى أن الوقت قد حان لإعادة النظر في الاستخدام الحر للأكسجين أثناء التخدير العام، كما يقول الباحثون.

 


يتم إعطاء الأكسجين بشكل روتيني لجميع المرضى تقريبا الذين يخضعون لعملية جراحية مع التخدير العام للمساعدة في منع نقص الأكسجة (انخفاض مستويات الأكسجين بشكل خطير)، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالاستخدام الحر للأكسجين لتقليل مخاطر الإصابة.

وأثناء الجراحة، يتم قياس تشبع الدم الشرياني بالأكسجين (SpO2) باستمرار، ما يتيح للأطباء ضبط جرعة الأكسجين إلى المستوى المستهدف. ويتمثل SpO2 العادي في نسبة 94-95%. ويعد إعطاء الأكسجين الزائد عن المطلوب لأجل تشبع الهيموغلوبين - المعروف باسم الأكسجين فوق الفسيولوجي - أمرا شائعا.

ويمكن للأكسجين فوق الفسيولوجي أن يضر بخلايا وأنسجة الجسم، لكن الصلة السريرية لهذه التأثيرات أثناء الجراحة تظل غير مؤكدة، ولم تتمكن التجارب السابقة من اكتشاف أي آثار ذات مغزى على الأعضاء.

ولمعالجة هذه الفجوة المعرفية، قام فريق من الباحثين الأمريكيين بفحص ما إذا كان إعطاء الأكسجين فوق الفسيولوجي أثناء الجراحة يرتبط بانخفاض أو ارتفاع في إصابات الكلى والقلب والرئة بعد الجراحة.

وتستند النتائج التي توصلوا إليها إلى بيانات لأكثر من 350 ألف مريض (متوسط ​​العمر 59، ونسبة 52% منهم من النساء، و70% منهم من البيض) خضعوا لعملية جراحية باستخدام التخدير العام والتنبيب الرغامي (أنبوب تنفس يوضع في القصبة الهوائية) في 42 مركزا طبيا عبر الولايات المتحدة بين يناير 2016 ونوفمبر 2018.


وتم جمع معلومات أساسية عن عوامل مثل العمر والجنس والعرق والوزن (BMI) والتاريخ الطبي، وفحص الباحثون المرضى للكشف إصابات في الكلى والقلب والرئة قبل الجراحة وبعدها.

واستخدم الباحثون بعد ذلك خوارزمية لحساب كمية الأكسجين المعطاة فوق مستوى الهواء (21%) مقابل الوقت الذي يقضيه التشبع بالأكسجين بنسبة 92% أو أكثر خلال الجراحة.

وتم استخدام السجلات الطبية لتتبع حالات الإصابات الحادة في الكلى وعضلة القلب والرئة، بالإضافة إلى الوفيات لمدة 30 يوما، ومدة الإقامة في المستشفى والسكتة الدماغية.

وكان متوسط ​​مدة الجراحة 205 دقائق. وتم تشخيص إصابة الكلى الحادة في 6.5% من المرضى، وإصابة عضلة القلب في 2.8%، وإصابة الرئة في 4.4% بعد الجراحة.

وبعد حساب العوامل الأساسية والمتغيرات الأخرى التي يحتمل أن تكون مؤثرة، ارتبطت بالتعرض المتزايد للأكسجين أثناء الجراحة زيادة مخاطر إصابة الأعضاء.

وكان لدى المرضى الحاصلين على التركيزات الزائدة من الأكسجين (75%)، احتمالية أكبر بنسبة 26% لإصابة الكلى الحادة، و12% احتمالات أكبر لإصابة عضلة القلب، و14% احتمالات أكبر لإصابة الرئة مقارنة بالمرضى الذين تلقو تركيزات أدنى من الأكسجين (25%).

كما كان لدى المرضى الذين تعرضوا للتركيزات الزائدة للأكسجين احتمالات أكبر بنسبة 9% للإصابة بالسكتة الدماغية و6% احتمالات أكبر للوفاة في غضون 30 يوما من إجراء العملية، مقارنة بالمرضى الذين تعرضوا لتركيزات متدنية عند 25%.


ومع ذلك، فإن المرضى ضمن التركيزات العالية لديهم مدة إقامة أقصر قليلا مقارنة بالمرضى المعرضين للتركيزات الدنيا، وهو تأثير لم يتغير بعد استبعاد المرضى الذين ماتوا قبل الخروج.

وهذه نتائج رصدية، لذا لا يمكن تحديد السبب، ويقر الباحثون بأنه لم يتم فحص جميع المرضى بحثا عن إصابات في الكلى والقلب بعد الجراحة، كما أنهم لم يكونوا قادرين على مراعاة عوامل مثل النظام الغذائي ونمط الحياة واستخدام الأدوية، والتي يمكنها التأثير في القابلية للإصابة.

ومع ذلك، كانت هذه دراسة كبيرة  مستمدة من مجموعات سكانية متنوعة جغرافيا، ما يضمن دقة النتائج وقابليتها للتعميم. وكانت النتائج متشابهة بعد تحليلات إضافية، ما وفر ثقة أكبر في استنتاجاتهم.

واستنادا إلى النتائج التي توصلوا إليها، يقول الباحثون: "هناك حاجة إلى تجربة سريرية كبيرة لاكتشاف التأثيرات الصغيرة ولكن المهمة سريريا على إصابة الأعضاء والنتائج التي تتمحور حول المريض لتوجيه إعطاء الأكسجين أثناء الجراحة".

نجح خبراء مستشفى شيجينغ التابع لجامعة شيان الطبية للقوات الجوية، في إجراء عمليات جراحية على ثلاثة قرود وزرع أعضاء خنزير معدل وراثيا.


وتشير صحيفة China Daily، إلى أن هذه العمليات جرت في منتصف شهر أكتوبر المنصرم، واستمرت 14 ساعة، تم خلالها زرع الكبد والكلى والقلب وقرنية العين والجلد وعظام في أجسام أربعة قردة، مات أحدهم.
وتضيف، حالة القردة الثلاثة الأخرى جيدة ومستقرة، وبدأت الأعضاء المزروعة في أجسامها تعمل بصورة طبيعية. أما الكبد والكلى المزروعة في جسم القرد الذي مات بعد أسبوعين فلم تعمل.


ويشير خبراء المستشفى، إلى أن جميع الأعضاء المزروعة تعود لمتبرع واحد، وزرعت لأول مرة في أجسام حيوانات من فصيل مختلف تماما.

ووفقا لخبراء المستشفى، هذه العملية خطوة كبيرة إلى الأمام في حل مشكلة نقص الأعضاء البشرية.

ويشير البروفيسور الجراح دوو كيفينغ، إلى أنه لا تزال هناك صعوبات كثيرة مرتبطة بزرع أعضاء وأنسجة لحيوانات في جسم بشري. ويضيف موضحا، ازيلت من الخنزير المستخدم في هذه التجربة، ثلاثة جينات لتجنب رفض القردة للعضو المزروع. وبالإضافة إلى ذلك يحتاج متلقي هذه الأعضاء إلى مثبطات المناعة، التي بعضها غير معتمد للاستخدام في البشر.

ويضيف، من المهم جدا ألا تدخل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات من أعضاء الخنازير المزروعة إلى جسم الإنسان. وأعرب عن ثقته في إمكانية تجنب هذه المشكلات.

ويقول: "إن زرع الأعضاء لا يزيد فقط من الوصول إلى الأعضاء والأنسجة المتبرع بها، بل سيحقق تقدما كبيرا في تطوير الطب. وهذا بدوره يحفز تطوير تقنيات بيولوجية وسريرية جديدة وفي نهاية المطاف يقدم خدمة للبشرية".