كم تبلغ تكلفة كسوة الكعبة؟ وأين تذهب بعد تغييرها؟

دبي - مها ماجد - تعتبر كسوة الكعبة من الأمور المعظمة والمبجلة لدى المسلمين، والتي تتم صناعتها من أفخم وأجود أنواع المواد الخام، وهي الغطاء الحريري المنقوش الذي تغطى الكعبة به، ويتم نقش آيات من القرآن الكريم عليها بماء الذهب، ويتولى تصميمها نخبة من أمهر الفنانين بالعالم الإسلامي، والذين يبدون مدى براعتهم بالتطريز والنقش والكتابة على الكسوة، حتى تخرج بأعظم شكل ممكن لها، ويذكر أن كسوة الكعبة من الأمور المعظمة حتى قبل الإسلام، فقد كانت الكعبة معظمة كذلك عند الأنبياء السابقين لرسول الله.

Advertisements

وتتراوح تكلفة كسوة الكعبة ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين مليون ريال سعودي تقريبًا، إذ يتم تغطيتها بكسوة من الحرير الفخم والفاخر، المبطن بالقطن، ويكون النقش عليها بماء الذهب، ويدخل في تصميم كسوة الكعبة أفخم الأنواع من خيط الحرير، وتحتوي على ثلاث وستين قطعة من المذهبات، ويتولى الإشراف على عملية تغيير وتصنيع كسوة الكعبة أكثر من مئتي خبير يتمتعون بأعلى الكفاءات، ومن ثم فإن جميع الأسباب السابقة جعلت من كسوة الكعبة أغلى ثوب بالتاريخ.

 



اقرأ أيضاً:

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

متى يتم تغيير كسوة الكعبة

يتم تغيير كسوة الكعبة مرة واحدة كل عام، ويكون ذلك في التاسع من شهر ذي الحجة، وهو الموافق ليوم وقفة عرفات، إذ يتم تغيير كسوة الكعبة صباح ذلك اليوم من كل عام، ويكون ذلك خلال أداء المسلمين لفريضة الحج، وهو ما يتبع المسلمين به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قام في حجة الوداع بتغير كسوة الكعبة، وكان تغير نفقتها آنذاك من بيت مال المسلمين، وعلى نهجه سار الصحابة الكرام من بعده.

ولكن تم تغيير الموعد الذي سيتم به تغير ثوب الكعبة لذلك العام بغرة شهر محرم من عام 1444 هجرية، حيث قام الشيخ عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية بالإعلان أن كسوة الكعبة المشرفة ستشهد تغييرًا كبيرًا ومهيبًا لذلك العام، وأنه سوف يتم استبدالها باليوم الأول من شهر محرم الحرام بدلًا من شهر ذي الحجة مثل كل عام.

ألوان كسوة الكعبة

تختلف ألوان كسوة الكعبة ما بين الذهبي والأسود، حيث تتكون كسوة الكعبة من قطعة من القماش الأسود الحريري، منقوش عليها آيات من القرآن الكريم مكتوبة بماء الذهب، وهو ما يجعل الألوان الذهبية تلك جميلة ومهيبة، ذات شكل جمالي خلاب لتلك القبة العظيمة.

ما هي ابعاد كسوة الكعبة

بلغت قيمة كسوة الكعبة المشرفة الجديدة ما يزيد عن خمسة وعشرين مليار ريال سعودي، وهو ما يعادل 6.66 مليون دولار أمريكي تقريبًا، وهو ما يجعله أغلى ثوب بالعالم، إذ يتم إنتاجه بواسطة أغلى الأنواع من خيط الحرير، التي يتجاوز وزنها الستمئة وسبعين كيلوجرام، واستخدام الاسلاك الذهبية عيار أربع وعشرين قيراط، بالإضافة إلى ما يتم استخدامه من أسلاك الفضة، والتي يزيد وزنها عن المئة كيلو جرام.

أما عن طول كسوة الكعبة فإنها تصل إلى سبعة وأربعين مترًا، وتتكون من ستة عشر قطعة مربعة، بارتفاع أربعة عشر متر، كما ويوجد للثوب حزام خاص به بالثلث الأعلى منها البالغ من العرض خمسة وتسعين سنتيمترًا، ويذكر أن عدد من شارك في تصميم وصناعة الثوب يزيد عن مئتي عامل، وخمسين مشرف تقريبًا على مدار العام.

من المسؤول عن تغيير كسوة الكعبة

يتولى مسؤولية تغيير كسوة الكعبة في الوقت الحالي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بالمملكة العربية السعودية، فهي الجهة الرسمية المسؤولة عن تصنيع وتغيير كسوة الكعبة، وقد أقامت تلك الجهة مصنع خاص بذلك الأمر، ويقع هذا المصنع في مكة المكرمة بمنطقة أم الجود، ويحتوي المصنع على جميع المعدات والإمكانيات، والخامات التي تظهر الكسوة على أعظم شكل ممكن لها، إذ يتم تصميمها على يد أمهر فناني العالم الإسلامي.

مراسم تغيير كسوة الكعبة

يتم تغيير كسوة الكعبة مرة واحدة كل عام، لتستبدل بثوب آخر جديد، وذلك من أجل الاستعداد لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، أما عن مراسم تغيير الكسوة فإنها تبدأ فور الانتهاء من صلاة العصر، فيبدأ الفنيون بوضع الكسوة الجديدة والتي تتكون من جوانب أربعة مفرقة عن بعضها، وبواسطة السلم الكهربائي يتم وضع ستارة الباب.

وبالمرحلة التالية يبدأ تثبيت عدد من القطع يبلغ سبعة وأربعين عروة تتواجد على سطحها، بعد فك الحبال الخاصة بالثوب القديم، حتى يوضع أسفل الثوب الجديد، فمن غير المستحب أن تترك الكعبة دون كسوة ومكشوفة، وهذه العملية يتم تكرارها أربع مرات إلى أن يتم الانتهاء تمامًا من تثبيت الثوب.

ثم يتم تثبيت قطع الحزام، بالكسوة من فوق والتي يكون مكتوب عليها بعض العبارات من خادم الحرمين الشريفين، وأربع قطع من القماش منقوش عليها عبارة (قل هو الله أحد الله الصمد)، يتم وضعها على أركان الكعبة، ويطلق على كسوة الكعبة العديد من المسميات منها (ريتاج، سدين، غطاء الكعبة، لمار، راما، ستار).

من يحضر غسل الكعبة

يتم غسل الكعبة كل عام مرتين فقط، وذلك منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، وتتم أول مرة منهما في شهر محرم، في حين يتم غسلها للمرة الثانية في غرة شعبان، في سبيل الاستعداد لاستقبال زوار بيت الله الحرام من المعتمرين، ويستخدم في غسلها (دهن العود، ماء الورد، وماء زمزم)، ثم تغسل جدرانها الأربعة وأرضيتها، والبدء بتجهيز المناشف التي تستخدم في مسح جدرانها.

وتستمر المراسم التي يتم بها غسل الكعبة لمدة تتراوح ما بين ساعة إلى ساعتين، ويستخدم في ذلك ما يزيد عن خمسين لتر من ماء زمزم، وخمسين تولة من ماء الورد، ويحضر لمراسم غسلها الدكتور محمد بن ناصر الخزيم نائب شئون المسجد الحرام، وأمير مكة المكرمة، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي.

سبب وجود كسوة الكعبة

كانت الكعبة المشرفة يتم كسوتها قبل الإسلام، ولكن السبب وراء استمرار المسلمين في كسوتها يرجع إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قام بفتح مكة المكرمة بالعام التاسع من الهجرة قام بكسوتها خلال حجة الوداع بثوب اليمانية، فقد تم الإنفاق على تلك الأقمشة من بيت مال المسلمين، ومنذ ذلك الوقت أصبحت كسوة الكعبة أحد شعائر المسلمين.

سبب رفع كسوة الكعبة سنويًا قبل موسم الحج

ترفع كسوة الكعبة المشرفة كل عام قبل بدء موسم الحج، وقبل أن يصل الحجاج لمكة المكرمة، والسبب في ذلك يعود للمحافظة على الكسوة من القص أو القطع، إذ يوجد لدى أشخاص كثيرون معتقدات خاطئة أن المسؤولين يقومون بقص جزء من كسوتها بواسطة المقصات والأمواس للاحتفاظ بها.

مصير كسوة الكعبة القديمة بعد تغييرها

لا يوجد أمر محدد يتم اتباعه في شأن الكسوة القديمة للكعبة عقب تغييرها، ففي بعض الأحيان يتم إهدائها لأحد البلدان، وأحيان أخرى يتم وضعها بالمتاحف مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ عليها من التلف، وكان الصحابة الأجلاء يبيعونها في بعض الأحوال لإنفاق ثمنها في سبيل الله، أو قسمتها فيما بينهم، كما كانوا أحيانًا يقسمونها على حجاج بيت الله الحرام وذلك مثلما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.